الأساس في تكوين الشخصية المعرفية للمسلم
لا بد أن أبدأ من قاعدة هامة وضرورية في أي تحصيل علمي وبناء معرفي للإنسان المسلم، وهي أن مادة المعرفة ليست هي الأساس في تكوين الشخصية المعرفية المسلمة،
فالعلم في الأصل محايد، وينتفع الإنسان به بقدر توفيق الله له، وارتباطه بخالقه في طلب الهداية إلى الحق وإلى العلم النافع، فقد ينتفع الإنسان بحكمة يسمعها من عجوز أكثر مما ينتفع من كتاب زاخر بالعلم والحكمة، وقد يورِثُ العِلمُ الإنسانَ كِبرًا وغرورًا يورده موارد الجحود والكفر، بل إن القرآن الكريم يمكن أن يكون هو نفسه عامل فتنة إذا لم يكرم الله تعالى الإنسان بالتوفيق والهداية
قال تعالى في سورة آل عِمران: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عِمران: 7–8].
فربط المتعلِّم بالله، وأنَّه هو وحده مصدر الحِكمة والحقِّ والتوفيقِ، وهو المتفضِّل بهداية الناس إلى المعرفة النافعة، هو أساس المعرفة في الإسلام، والارتباط بالله في التعلم يقوم على أساسين: التقوى والإخلاص، ولزوم طلب الهداية من الله،
قال تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ الله” ، “إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا”.
✍️ مشاركة رائعة من أخت ناصحة فاضلة