ترويح الفكر بالرياضة
✍🏻 #الشيخ محمد وائل الحنبلي
قال العلامة جمالُ الدينِ القاسميُّ الدمشقيُّ (ت1332هـ):
“ترويحُ الفكرِ بالرياضة مفيدٌ للجسم فائدةٌ كبرى، سيما لذوي الأشغالِ العقلية، كالتصنيفِ والمطالعة والتدبُّرِ في المعاني؛ فإنَّ الدّأبَ على شُغلٍ واحدٍ موجبٌ للضجر، و ضيقِ الصدر.
وأنفعُ الرياضاتِ في حِفظ الصحة ما تتحرَّك بها كلُّ العضلات حركةً معتدلة؛ فإنها تُنمِّيها وتُقوِّيها، وتجعل البدنَ خفيفًا نشيطًا؛ لأنه كلما زاد سيلانُ الدم في الجسم زاد أيضًا رسوبُ دقائقَ جديدةٍ في الأنسجة، ونزعُ الدقائقِ التالفة؛ و لذلك ترتفع درجةُ حرارةِ المتحرِّكِ أكثرَ من الساكن.
وأحسنُ أوقاتِ الرياضةِ الصباحُ؛ لأنَّ الهواءَ وقتئذٍ جافٌّ ونقيٌّ، وقُوى الجسمِ أشدُّ.
ويجب تجنُّبُ الرياضةِ الشاقَّة قبلَ أكلةٍ مُستوفاة، أو على أثرها، ولابد أن تكونَ الرياضةُ في الهواء النقي
والذي يَهمنا من ضروب الرياضة:
– العدو على اختلاف أنواعه من حيث السرعة.
– القفز، وأنفعُه القفزُ على الحبل المُتداولُ في المدارس.
– المصارعة.
– الملاكمة.
– كرة القدم.
– السباحة.
– الجر الخفيف للأثقال.
وهكذا ينبغي أن يهتمَّ النساءُ مثلَ اهتمامِ الرجال بالرياضة الجسديةِ أو أعظم؛ كي تتضاعفَ الفوائدُ وتشتركَ بينَ الجنسَينِ”.
انتهى باختصارٍ من كتابه المفيد العُجاب: “جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب”
(ولا يخفى أن كلَّ ما ذُكِر منوطٌ بالضوابط الشرعية)
وختامًا لا بدَّ أنْ نعلم: أنَّ العلامةَ جمالَ الدينِ القاسميَّ عاش دونَ الخمسينَ عامًا، وترك نحوًا مِن مائةِ مؤلَّف!
فالهمةَ الهمةَ يا شباب الأمة…