من أعظم جنود إبليس منزلة!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. رواه مسلم
– – – – – – – – –
عَن جابرٍ رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنَّ إبليسَ يَضعُ عرشَه على الماءِ، ثُمّ يبعثُ سراياه، فأدناهُم مِنه مَنزِلةً أعظَمُهم فِتنةً، يَجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ ما صَنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه، فيُدنِيه منه، ويقولُ: نِعمَ أنتَ”. رواه مسلم.
المعنى: يُخبرُنا النّبي صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديثِ عن أمرٍ خطيرٍ جدًّا، وهو شدّةُ حرصِ الشّيطانِ على إفسادِ الحياةِ الزّوجيّةِ وإنهائها.
فهذا إبليسُ زعيمُ الشّياطين يجلسُ كلَّ صبيحةٍ على عَرشِهِ فوقَ ماءِ البحرِ، ثُم يُرسِلُ جنودَهُ لإغواءِ النّاسِ وإضلالِهم عن دينهم وتخريبِ معاشِهم، ثمّ في آخرِ اليومِ يَستعرضُ نتائجَ سعي جنودِه ليكافئَهم، ويُدني منه أكثرَ جنودِهِ إفسادًا في الأرضِ، ويقرّبُهُ إليه علامةً على رضاه عنه، فلا يكونُ أحدٌ من شياطينِه يستحقُّ هذا التّقريبَ أكثرَ من الشيطانِ الذي أتى إلى زَوجَينِ كانا على وفاقٍ فزرعَ الخلافَ والشّقاقَ بينَهما حتّى افترقا.
والسّببُ في ذلك أنّ تخريبَ الحياةِ الزّوجيّةِ يجلبُ العديدَ من المفاسدِ، إذ ينتجُ عنه ضياعُ الأولادِ، والكراهيةُ التي تنشأُ بينَ أهلِ الزوجينِ، وقطيعةُ الرّحمِ لا سيما حين تكونُ هناك قرابةُ نسبٍ بين الزّوجين، وكذلك تعرّضُ كلٍّ من الزّوجينِ لفتنةِ الشّهوةِ التي لم يعد له شريكٌ يطفئُها معه، فربّما يوصلُه ذلك إلى الزّنا، وكذلك افتضاحُ عيوبِ كلٍّ طرفٍ منهما عن طريقِ تشهيرِ الطّرفِ الآخر.
وشر الذنوب من كان ذنبه وفعله مطابقا لفعل أدنى الشياطين منزلةً من ابليس، فكثير من شياطين الإنس (رجالا ونساءً) يقومون بهذه المهمة، موفرين الجهد على شياطين الجن، تدفعهم الغيرة والحسد والكيد والنقمة أو الجهل والسفه، فيسعون بخراب البيوت العامرة والإفساد بين الأزواج، وأسهل البيوت خرابا عليهم تلك البيوت التي تتحدث فيها الزوجة أو يتحدث فيها الزوج للناس عن حياتهم الخاصة، ولا يستعينون فيها بالكتمان، كما أمر النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم).
طريقةٌ مقترحةٌ للتطبيق:
أخي وأختي: تطبيقُ هذا الحديثِ يكونُ بالعملِ على إبطالِ كيدِ هذا الشيطانِ اللعينِ، وسدِّ المنافذِ التي تؤمّنُ وصولَه إلى مبتغاهُ في بيوتنا، وذلك بكثرةِ التّعوّذِ بالله من الشيطانِ الرّجيم، وبالتّروّي عند الغضب والخلافِ، ومحاولةِ حلِّ الخلافاتِ بالحسنى، وبمسارعةِ الزّوجينِ إلى الاعتراف بالخطأِ إن حصلَ والاعتذارِ للطّرفِ الآخر…
وبتحصينِ بيوتِنا بكثرةِ ذكرِ اللهِ وتقواه وقراءةِ القرآن، ونشر ثقافةِ التفاهمِ في البيوت..
وبكتمان أسرار البيت وما يجري فيه عن الأقرباء والأصدقاء ولو كانوا آباء أو أمهات..
وكذلك الاستفادة من خبرات الخبراء المشهود لهم ودروسهم في مجال حل المشكلات الزوجية وإدارة الحياة الزوجية تجنبا للخلاف أصلا..
وهنا نقول بأننا لابد أن نعزز عند الشباب والشابات المقبلين على الزواج، ثقافة التدريب والتعليم المتعلق بالتأهيل للحياة الزوجية، لكي نُحصِّنهم في حياتهم التي أقبلوا عليها..
ولكيلا نكون نحن شياطين تخرب بيوت الناس، فالأصل (والاستثناء مُقيَّدٌ جدا ولأهله) ألا نتدخل فيما لا يعنينا مما يكون بين الزوجين طالما لم يطلبوا استشارتنا ومعونتنا ونصيحتنا، فلكم من رجل/أو امرأة تنصحه أمه أو أخته أو جارتها أو… بأمر تظن فيه سعادته/ا فتفسد عليه/ا وقد كان راضيًا سعيدا.
اللهم احفظ بيوتنا من كيدِ شياطين الإنس والجن واكتب لنا فيها السعادة والرضا.
📌الإفساد بين الزوجين… فعل الشياطين!