كوادرنا البشرية
نصرنا إن عز النصر
آخر أوراقنا هو النوع البشري المتبقي ممن صنعتهم الثورة، وشدت عزائمهم الحرب، ممن يحملون عزَّة المسلم، ونخوة المجاهد، ممن لا ينامون على ضيم ولا يهابون رفع السلاح…
ثوارنا المجاهدون على العموم بلا استثناء، وبالتأكيد يُخصُّ منهم مَن سمحت الظروف بتطويرهم تطويرا نوعيا لا يُتاح في الظروف العادية… هؤلاء من جميع الاختصاصات والمجالات، سواءً العسكرية منها أو المدنية، هم آخر وأهم ما نتشبث بالمحافظة عليه (وجودهم وتكتلهم ووعيُهم)…
وهؤلاء هم من يسعى المتآمرون على تنفيرهم ليس عن الجهاد فقط بل عن كل مناطقنا المحررة!!
أيها السادة تجربة درعا الأخيرة ٩/٢٠٢١ أكدت لنا بأنه متى وجِد الشباب الحر صاحب النخوة فالثورة موجودة، الثورة قد لا تحتاج دبابات ولا مدافع في كل مرحلة، فلكل مرحلة شكل جديد، ولكنها بالتأكيد تحتاج في كل مرحلة الشباب الشجعان المستعدين للتحرك دائما.
في الحقيقة لكم أتضايق عندما أسمع بعض المُنظِّرين التافهين ممن يتعلمون السياسة مجرِّبين في ثورتنا، عندما يتحدثون واهمين وكأنه يمكن أن يكون هناك يومًا ما حلٌ في سورية بعيدا عن ثوارنا ومقاتلينا!!
يا قوم؛ هؤلاء هم وزننا الحقيقي، ولن يكون لنا في سوريا المستقبل وزن ولا قيمة ما لم تكن فصائلنا الجزء الأساس في جيش سوريا الجديدة، وما لم تكن أجهزتنا الأمنية هي الأساس في المنظومة الأمنية القادمة، والأهم امتلاك الكوادر والرتب لنكون في المقدمة.
هناك من يركز فقط على تجاوزات بعض السيئين ليعممها على الجميع، ولكي أختصر الجدل أقول، لا يمكن أن نأمَن يوما ولا يمكن أن نثق بأي حل مالم يكن معنا شبابنا مِن حملة السلاح ليقفوا حماةً لنا في وجه الهمَجِ شذاذ الآفاق الذين أتى بهم إلى مدننا نظام الأسد والروس والإيرانيون… فيومها لا الطقم المكوي ولا الياقة البيضاء ولا حتى ضمانات الدول ستنفعك يا أنيق، ولن تجد سوى هؤلاء الشباب الفِطريين البسطاء ليحموك وليفزعوا لك…
وفي الحقيقة ما نعيشه في الشمال المحرر؛ مِن
– منع إقامة كلية رسمية للضباط،
– وتدميرٍ ممنهج للتعليم،
– وقبل ذلك ما تعلمون مِن تضييق على الفصائل لتجويعٍ وإفقارٍ للمقاتلين،
كله الغاية منه صرف الشباب الصالح الجيد عن السلاح، وتحويل الشمال المحرر إلى بيئة للارتزاق العابر للحدود، وتدمير مقومات القوة لأهل السنة… ولكم خسرنا مِن شبابنا لصالح المنظمَّات والجامعات… بسبب يأس الشباب من الحالة العسكرية وصعوبة أعباء الحياة، وخوفهم من المستقبل، الذي تتشارك الدول الحليفة والعدوة على تحقيق النقاط السابقة فيه كي لا يكون في طريق الجهاد أملٌ مستقبليٌ للشباب الجيد، (وفي الحديث عن المستقبل تظهر خطورة فكرة الكلية الحربية التي يتم تعطيلها بضغط الحلفاء الأتراك منذ سنوات إلى الآن).
وفي مثل هذه الحال دورنا لتجاوز الأزمة يكمن في استغلال الظروف الاستثنائية للصناعة الاستثنائية النوعية للكوادر البشرية، والمحافظة على الكتل الجيدة من القوة العسكرية، وتأمين مصادر دعم مادي لها، وعدم اليأس من تطويرها وإصلاحها، فالخير فيها كثير والمؤامرة عليها كبيرة…
ولئن كان كثيرٌ ممن كان يدعم ويمول يئس منذ سنوات وأصابه الملل، فإنّ ذلك المرابط الفقير الذي يحمي ظهرنا لم يمَل ولم يَرمِ سلاحه بعد، وهو الوحيد القادر على تغيير المعادلة، وهو الورقة التي يحتاجها الجميع حتى يأخذوا منه الشرعية!
ولذلك فإنَّ أخشى ما أخشاه أن المؤامرة القادمة على #الجيش_الوطني والفصائل الثورية فعلا في الشمال؛ تلك الفصائل التي يتم التضييق عليها على حساب تيار الارتزاق والارتهان الذي يُغذَّى ويُنمى والذي ربما يأتينا يومٌ ونرى فصائله قد أصبحت الفيلق الروسي السادس والسابع!!
ختامًا أقول: لئن كان ما نعيشه هو ظاهرًا بتوافق الدول الثلاث (روسيا – تركيا – إيران) لكنني يغلب على ظني بأن التخطيط أمريكي روسي إسرائيلي، باتفاقيات سرية على نمط سايكس_بيكو قبل مئة عام والبقية منفِّذون بالمرتبة الثانية…
على كل #الله_غالب و #الثورة_مستمرة