المفاصلة لكم دينكم ولي دين
على الصعيد السياسي لثورات تحرر الشعوب المسلمة من الأنظمة الوظيفية، وبعد تجارب الحركات الإسلامية، التي اختارتها شعوبها بصناديق الانتخابات الديموقراطية، ومع ذلك قدمت تنازلات كبيرة لمحاولة التقارب مع المتطرفين العلمانيين، بغية الحفاظ على أوطانها والنهوض بها، والابتعاد عن الصدام مع شركاء الوطن الحاقدين على أكثرية شعبهم وخياراته!!
ولكن رغم كل ذلك يأبى أولئك #الدواعش_العلمانيين إلا أن يظهروا حقدهم وبغضهم والتجاءهم إلى الوسائل العنيفة متى أتيحت لهم ليضربوا خيارات الشعب، منقلبين على الديموقراطية التي يدعون إليها، طالما أنها لاتصب في خدمة مصالحهم وفجورهم وتوجهاتهم وإلحاد بعضهم….وقد رأينا بأعيننا تجربة تونس ومن قبلها مصر…
– تونس التي انقلب رئيسها على خيار الشعب الذي اختاره والدستور الذي أتى من خلاله، رغم كل تلونات وتنازلات بل وحتى سقطات حزب حركة النهضة التونسي ومحاولته التماهي مع العلمانيين المتطرفين… لدرجة أفقدته حتى ثقة أنصاره ومؤيديه، فخسر رأس ماله الشعبي، ولم يكسب أولئك #الدواعش_العلمانيين الذين انقلبوا عند أول فرصة سنحت لهم!
– ورأينا تجربة المغرب والسقوط المدوي لحزب العدالة والتنمية المغربي، بعد كل التنازلات الخطيرة والمواقف السياسية القذرة التي أقحمهم بها الملك ومن وراءه، في فترة استثمروهم بها لامتصاص غضبة الشارع، ثم تخلصوا منهم بعد تلك المرحلة، ولكن بعد أن خسروا حتى تأييد حاضنتهم الشعبية وأنصارهم…
إنها تجربة المجاملة والتلون لدرجة التنازل عن المبادئ، والتي كان يراها الكثيرون (بل الأغلبية) منّا سياسة جيدة بغية استيعاب الآخرين والتدرج بالتغيير والوصول إلى حلول وسط مع شركاء الوطن، ها هي الآن يتبين للجميع بما لايدع مجالا للشك بأنها فاشلة خاسرة تخسر بها تلك الحركات والتيارات رأس مالها من الشباب الصابر ولا تكسب أولئك #الدواعش_العلمانيين من الأقلية المتنافرة مع توجهات وقيم الشعب، والذين يشكلون أكثرية سياسية بدعم الدول والنظام العالمي الوظيفي لهم كاستمرار للاستعمار ووكلاء عنه بتدمير بلاد المسلمين ونهب خيراتها…
ومؤخرا في سوريا التي لمّا تنتصر ثورتها بعد، رأينا مدى الحقد والبغض والكراهية الذي انكشف من أقلية متطرفة كان بعضنا يرى في بعض أفرادها مثال العلماني العاقل الذي يحترم الرأي الآخر، فإذا بهم تتكشف أحقادهم وتنفضح سرائرهم بعد الجدل الذي أثاره حديث فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي عن الدور الخطير لبعض جمعيات النسويات في تدمير قيم المجتمع، لينطلق سيل الصديد والقيح من أفواههم وأقلامهم ليشمل وليعم توجه الشعب المسلم عموما متهما كل فصائل الثورة بالإجرام، واضعًا لهم بخانة واحدة مع المجرم الطائفي بشار ومن معه، بطريقة تؤكد لنا بأن هؤلاء لو ملكوا القوة ما تورَّعوا يوما عن فعل ما فعله السيسي وقيس سعيِّد!!!
في خضم هذه التجارب -أيها السادة- يجب أن نستلهم الدروس والعبر بعد تجربتها، إذ أننا لسنا في معرض المزاودة على من دخلوها ممن ذكرناهم أولا في تونس ومصر والمغرب… فلكلّ ظرفه وقد كانت موجةً رائجةً يومها، ولكننا اليوم في معرض الاستفادة من التجارب لكي لا نكرر الفشل، وها نحن نرى نجاح منهج حركة طالبان بالبقاء والاستمرار حتى اضطر العدو للاعتراف بها بعد ٢٠ عاما من الصبر والمصابرة والتضحيات، فنجحت في الخطوة الأساسية وهي استلام السلطة الفعلية، ونسأل الله أن تنجح في التحدي التالي وهو إدارة البلاد.
☝️ *إنّه منهج التمسك بالثوابت والاعتزاز بها واعتبار المحافظة على حمَلتها أولوية، منهج قائم على مرتكزات أهمها:*
📌 المُفاصَلة : لكم دينكم ولي دين …
📌 موالاة المؤمنين والبراء من الكافرين: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم إنّ الله لايهدي القوم الظالمين…
📌 تشخيص هدف العدو بدقة: ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا…
📌 طريق النصر: وما يلقاها إلا الذين صبروا… إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون…
ونحن في سوريا حربنا لازالت قائمة، ونحن نعرف بأن طريقنا طويلة، ولازلنا نحارب عدونا الظاهر وآخرين مِن بيننا ينخرون في جسدنا، أهملهم المتصدِّرون للقيادة فينا، حتى تآكل بيتنا الداخلي واهتزت معنويات شبابنا، ولا حلّ إلا ب #المفاصلة المدوية الصريحة الواضحة التي تحفظ رأس مالنا من الشباب، فهم بذاتهم نصرُنا إن عزّ النَّصر… وللحديث عنهم تتمة في المنشور التالي إن شاء الله.