عبء التنفيعة!
لو كنت الأمير 25
من الأعباء الكبيرة التي تُثقل كاهل الكثير من مشاريعنا الثورية، وتصعب عملية إدارتها، وجود أعداد فائضة غير نوعية في كل مشروع، ينطبق عليها وصف التنفيعة!!
ومصيبتنا أن هؤلاء التنفيعة لا يعملون، ولا ينفعون للعمل في المؤسسات التي هم فيها، ولكنهم عبء مالي عليها، يشاطرون كوادرها كتلها المالية التي هي في الأصل قليلة لاتكفي، فضلا عن العبء المتعلق بصعوبة الإدارة والتحكم.
والطامة الكبرى عندما يكون هذا في المشاريع النوعية، والتي رغم حساسيتها وأهميتها لا يكون في التعامل مع مواردها البشرية اعتبار لمعيار التخصص والكفاءة ونُدرة الاختصاص… فتتم معاملة أفراد المشروع بالكم لا بالنوع!!
الكثير من ضعيفي الخبرة الإدارية يقيسون الخبير المختص على أجرة العامل أو الموظف العادي!!
تخيلوا شباب خبراء نوعيين يعملون فيما يحتاج التفرغ والإبداع والتفكير العميق براتب زهيد، ويضطرون للعمل بأعمال أخرى مرهِقة، أو يصمدون لفترة في سبيل قضيتهم ثم ما يلبثون أن ينتقلوا لأعمال عادية بعيدا عن موضع استثمار ابداعهم وعقولهم، نتيجة ما يعانونه من ضيق مادي!!
والمصيبة بأنك إذا راجعت القيادة الكريمة قاست المنتج النهائي على الكتلة المالية للمشروع متجاهلةً بأن هناك الكثيرين (أحيانا عشرات) يتقاسمون الكتلة مع أولئك الخبراء فلا ينوب الخبير شيء يكفيه للتفرغ، وأحيانًا لا يجد الخبير سبيلا لتأمين مستلزمات المشروع، ثم بعد ذلك يتم تحميله تبعات التأخر وعدم النجاح…
وبهذا تم تدمير كثير من الأفكار الإبداعية النوعية في ثورتنا، إما بأخذ عنوانها من المبدع وتوكيل الفاشلين بها، أو بتكبيل المبدع بأشخاص فاشلين يُفرضون عليه وعلى فكرته، ثم بعد ذلك تدعي القيادة الحكيمة بأن الفكرة فاشلة، والمُبدِع حالِم لا يعمَل!!
*قاعدتان مهمتان يجب أن لا ننساهما أبدا:*
⚠️ عبء العدد الفائض لايقل خطورة عن عبء النقص في الأعداد اللازمة.
⚠️ إنه مشروع له هدف وليس جمعية خيرية!!
لذلك #لو_كنت_الأمير
لكي ننتج مع ضعف التمويل، كنتُ:
١- اختصرت الأعداد في المشاريع النوعية.
٢- وتركت الخبراء (وليس حملة الشهادات فقط).
٣- وتنبهت للبطالة المقنعة من حملة الشهادات الذين لم يُنتِجوا شيئًا ويبدوا أنهم لن يُنتِجوا…
٤- وركزتُ على الإنتاج والمُنتَج (نوعًا وكمًّا)… ففي النهاية من يُخرِج المنتج بالمواصفات التي نحتاج، وبالكمية المناسبة، في الوقت المنطقي، هو الخبير الذي نريده، وهو من يستحق أن تُسخّر له الإمكانيات.
٥- أحلتُ للجمعيات الخيرية كل من أشعر بحاجته للمساعدة، وليس له مكان مناسب ولا يجد فرصة عمل.
*ختامًا: يا حناين…التنفيعات شغلوهم ببيوتكم.*