تهريب الناس من مناطق سيطرة الأسد إلى المناطق المحررة
سؤال وحيرة وظلم وقضية خطيرة!

وصلني سؤال عن هذا الموضوع، ترددت كثيرا في الإجابة عنه فحولته إلى مجموعة من المشايخ الثقات العاملين مع فصائلنا السورية المجاهدة، سأذكر لكم السؤال وسأنقل لكم بعض الأجوبة التي وصلتني ثم أتحدث عن الموضوع، فالموضوع أخطر وأعقد مما يتبادر إلى أذهان البعض.

#السؤال

“شيخنا سؤال لو تكرمت، بالنسبة للناس والشباب اللي عم يجوا تهريب من مدينة حلب، مشان سفرهم لتركيا أو بقاؤهم في المناطق المحررة، الحواجز تدقق عليهم كثير إن انكشفوا أنهم جاءوا من مناطق النظام… تحقيق وقد يكون هناك اعتقال…
ما حكم استعمال ورقات المهمة العسكرية لنقل الشباب من الشمال لإدلب، مقابل شيء مادي،
مع عمل تحقيق مع الشخص القادم؟”
انتهى كلام السائل.

#من_أجوبة_المشايخ

📌 إن تحقق منه ووثق بحاله وسلامة قدومه فليُعنه ولا يأخذ منه أجرة، ولكن موضوع المُهمَّة ممكن يشوش على الفصيل ويتعدى الضرر لإخوانه!

📌 خدمة هؤلاء واجب، وأخذ المال ممّن ليس عليه أي مشكلة أمنية هو تشبيحٌ وتشليحٌ!

#أقول

في حقيقة هذا السؤال مما يجعل الحليم حيران،
باب خطير اذا انفتح يكون باب فساد واختراقٍ خطير، واذا أغلقناه فهو ظلم أكبر للناس …

هل يعقل أن نمنع شبابًا سوريين فارين من الخدمة بجيش الأسد (ولو لم يكونوا مقتنعين بالثورة) فنغلقها في وجوههم ليكونوا جنودا في جيش عدونا المجرم الكافر… !!

هل يعقل أن نساء شهدائنا ممن لا أهل لهنّ هنا وحالتهن تُبكي، شابات يعشن بمفردهن عرضة لكل انواع البلاء والفتن… لاتستطيع إحداهنّ الوصول إلى أهلها، ولا يقدر أهلها على الوصول إليها، والمحظوظة منهن من يجمع لها معارفها 600$ ستمئة دولار أمريكي، لتذهب في رحلة المجهول، محفوفة بكل أنواع المخاطر، ومعرضة لكل انواع الإيذاء من شر الناس، حتى تصل الى أهلها أو يصلوا إليها!!!

كل الناس تعلم أن الراكب من المناطق المحررة يصل الى حلب او دمشق ب 600$ وكذلك من أراد الوصول إلى المناطق المحررة من مناطق النظام يصل إذا دفع… وهناك شبكة مافيا مترابطة تعمل في هذا.

وهذا يعني اختراقًا أمنيًا كبيرًا لنا وللدولة التركية، فكثير ممن يصل إلى مناطقنا المحررة تكون محطته التالية تركيا، وبرأيكم مَن يقدر على دفع هذه المبالغ -في مناطق سيطرة الأسد- أكثر من أولاد شبيحة الأسد ومسؤوليه.

لذلك قلنا ونقول: لا حل إلا بضغط رسمي لايجاد آلية منطقية عملية لحل هذه المشكلة… قسد سبقتنا بسنوات ورتبت آلية لذلك في مناطق سيطرتها، وقد ذكرت أكثر من طرح حول هذا الموضوع سابقا.. ولعلكم تذكرون مقالتي (السوريون ومتلازمة المعابر)

ولكن الحقيقة الواضحة للعيان هي أنّ شبكة التهريب داخل الأرض السورية وعلى جانبي الحدود مع تركيا تستفيد منها مافيا مترابطة من المُتنفِّذين وأصحاب السلطة على جانبي الحدود… وهذه المشكلة لن تُحل مالم يُسلّط عليها الضوء ويتحرك الشارع لأجلها.

#خلاصة_للسائل

ألخص ما قاله المشايخ لذلك الشاب: مساعدة الهاربين من جحيم الأسد واجب، فنحن سوريون وهؤلاء أبناؤنا، استثمار المهمات العسكرية لذلك يضر بك وبإخوانك ويوقعك في مشاكل كبيرة، أخذ المال لمجرد السماح بالعبور تشبيح وتشليح، أما لو كان مقابل ما هو حلال كأجرة النقل (التوصيلة) فلا بأس وأن تستعفف أفضل.

مقالة سابقة لي (السوريون ومتلازمة المعابر)

https://t.me/mohamed_abo_alnasr/930