قلب الأم
قصيدة قلب أم للشاعر اللبناني إبراهيم بن مخائيل المنذر توفي 1950م، قصيدة عذبة بعنوان (قلب أم) ويروي فيها قصة خيالية لغلام طائش استجاب لإغواءات المال، مقابل التضحية بحياة أمه التي ظلت رحيمة به في حياتها ومماتها.
أَغْرى امرُؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً
بنُقودِه كَي ما يَنالَ به الوَطَرْ
قال ائتِني بفُؤادِ أُمِّك يا فتى
ولك الدراهمُ والجَواهرُ والدُّررْ
فمَضى وأَغرِز خِنجَراً في صَدرِها
والقلبَ أَخرَجَهُ وعادَ على الأَثرْ
لكِنَّه مِن فَرْطِ سُرعَتِه هَوى
فتَدَحرجَ القلبُ المُعَفَّر إِذْ عَثرْ
ناداهُ قَلبُ الأمِّ وهو مُعَفَّرٌ
ولدِي حَبيبي هَل أَصابَكَ مِن ضَررْ
فَكأنَّ هذا الصَّوتَ رَغمَ حُنُوِّه
غَضَبُ السَّماءِ به على الوَلَدِ انهَمرْ
ودَرى فَظِيعَ خِيانَةٍ لم يأتِها
أَحدٌ سِواهُ مُنذُ تاريخِ البَشرْ
فارتَدَّ نحوَ القلبِ يَغسِلُه بما
أَجرَت دُموعُ العَينِ مِن سَيلِ العِبرْ
ويقولُ يا قلبُ انتَقِمْ مِنِّي ولا
تَغفِرْ فإنَّ جَريمَتي لا تُغتَفرْ
وإذا غَفَرتَ فإنَّني أَقضِي انتـ
ـحاراً مِثلُ مَن قَبلي انتَحرْ
فاسْتَلَّ خِنجَرَه لِيقتُلَ نفسَهُ
طَعناً فيَبقى عِبرةً لمَنِ اعتَبرْ
ناداهُ قلبُ الأمِّ كُفَّ يَداً ولا
تَذبَحْ فُؤادي مَرَّتينِ على الأَثرْ