درعا دائما على قائمة أولويات نظام الأسد وحلفائه
والإعلام الثوري والسياسيون المحسوبون على الثورة غافلون أو يتجاهلون!!
لماذا درعا؟
- قربها من العاصمة دمشق وهي بنفس الوقت منطقة حدودية.
- القرب والاتصال الجغرافي مع الكيان الصهيوني الذي تتمثل مهمة نظام الأسد الأساسية بحمايته وتأمين استقراره.
- كل ذلك مع حاضنة ثورية وشعب ثائر، نسبة كبيرة منه لم يتم تهجيره وبالذات الشباب المقاتل، ولازال سلاحهم معهم، ولا تزال حاضنتهم وفيةً لعهد الثورة ولدماء الشهداء، ما يُشَكِّلُ تحدِّيًا حقيقيًا للنظام وحلفائه، على الرغم من خذلان أبناء تلك المنطقة من العرب القريبين، والروس المخادعين… وهذا يحتاج توضيحًا وتفصيلًا:
-
الصهاينة والروس والإيرانيين، ومعلوماتٌ مهمة ليكتمل المشهد:
أولها:
أنَّ الروس يباركون ويساعدون النظام في حملته الأخيرة على درعا، وليس الأمر كما يصوره البعض بأنّهم حلفاء لمن بقي من حاضنة الثورة هناك في وجه الإيرانيين.
ثانيًا:
أصلا من كان له دور في بقاء أبناء الجنوب وعدم تهجيرهم، ليس روسيا التي مثلت دور الضامن لاتفاق الجنوب، بقدر ما كان الضغط الأمريكي الذي تقف خلفه مطالبة أردنية بشكل أساسي؛ إذ تخشى المملكة الأردنية من تغيير التركيبة السكانية للمنطقة بجوار حدودها ما يجعلها فريسة سهلة للتمدد الشيعي الفارسي…
ثالثًا:
عندما تم الاتفاق مع ثوار درعا والقنيطرة، تم التأكيد دائما على أنَّ الإيرانيين سيكونون بعيدين عن الحدود مع الكيان الصهيوني مسافة 40 كيلومتر، ولكن اليوم مقرّات ومعسكرات الإيرانيين وحزبالة اللبناني على طيلة الحدود مع الصهاينة وهي معروفة ومكشوفة ولم نسمع عن استهدافها، بشكل يضع عشرات إشارات الاستفهام أمام من يعوِّل على الخلاف الإسرائيلي الأمريكي مع إيران، وربما لتهدئة روع الأردنيين قليلا تم نقل جزء من القوات العسكرية الأمريكية التي في قطر إلى الأردن التي لاتزال تدير ظهرها لأهل درعا، مع أنها بدأت تكوى بنار الإيرانيين؛ فعمليات تهريب المخدرات والسلاح في تزايد مستمر عبر الحدود السورية الأردنية…
-
سلاح ثوار درعا:
دائما ما نقول بأنَّ أخطر سلاح على الأنظمة الفاشية القمعية هو السلاح الفردي، لأنَّ الأسلحة الثقيلة تُرصَدُ بسهولة وتدَمَّر من الطيران وغيره بسهولة أيضًا، وتمركزها في أي مكان حُجّة لتدمير المكان على رؤوس ساكنيه وإحداث دمار كبير أحيانا تضعف الحاضنة عن تحمله، فضلًا عن أنَّ تحريك الأسلحة الثقيلة والمتوسطة يُفقد مُستخدِمها عامل المباغته، هذا إن وَجَدَ ذخيرةً لها أصلًا، وفي مثل حربنا فهدف الثوار تصفية المجرمين وليس إحداث الدمار، وما يحتاجه ثوار حوران لذلك متوفرٌ معهم، وهو سلاحٌ فردي تحمله قلوبٌ جريئة، ولذلك فأولوية النظام وحلفائه تكمن في تهجير أصحاب تلك القلوب.
-
رغم ما ذكرنا من تآمرٍ وخذلان لا تزال درعا وفيةً لعهد الثورة ودماء الشهداء:
- ولقد شاهد الجميع كيف رفضت معظم البلدات في الجنوب دخول صناديق اقتراع مهزلة إعادة تدوير الأسد، ومنعت وصولها بالقوة.
- وكذلك الحال بإحياء ذكرى انطلاقة الثورة بزَخمٍ كبير..
- ولقد رأينا كيف تناصر قرى درعا بعضها وتتكاتف للوقوف في وجه أي محاولة تعدي من قوات نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، رافضةً إملاءات النظام في حوران.
- أضف إلى ذلك العمليات النوعية والتصفيات والاستهداف المتكرر لأكابر مجرمي عصابات الأسد وحلفائه هناك…
- ومن يتابع يعرف بأنَّ هناك مناطق كاملة لا يستطيع النظام المجرم وحلفاؤه أن يدخلوها أو أن يقوموا باعتقال أحدٍ منها، ولذلك لا زال النظام ومن معه يعتبرونها منطقة متمردة على سلطتهم، ويُعِدُّون العدة للانقضاض عليها…. *وأولويتهم تهجير الثوار منها*
-
إعلامنا للأسف!
كل ما ذكرناه سابقًا يعطي الجنوب أهمية مميزة لكل أطراف الصراع على الأرض السورية، وهذا واضح في محاولات النظام ومن معه السيطرة بالقوة، ومحاولة الإيرانيين التمدد والسيطرة، في ظل صمتٍ من الجهات الثورية، السياسية والعسكرية والإعلامية!!
حتى أن حصار درعا البلد الذي استمر طيلة الشهر الماضي كان حضوره باهتًا جدا وضعيفًا على قنوات الإعلام الثوري، وعلى أجندات أنشطة السياسيين المحسوبين على الثورة السورية….
شبابٌ يبذلون أرواحهم وعوائل تعيش خَوفًا وجُوعًا وحصارًا ولم نر حملات إعلامية قوية للتعاطف الإنساني وتحريك الرأي العام ولا رأينا من سياسي الثورة من يستثمر تلك التضحيات الكبيرة… وحسبنا الله ونعم الوكيل.