نتائج الثانوية العامة (البكالوريا)
ونظرة مجتمعنا الخاطئة لفكرة النجاح والفشل
#خطبة_الجمعة
#الشيخ_محمد_أبو_النصر
نتائج الثانوية العامة (البكالوريا)
ونظرة مجتمعنا الخاطئة لفكرة النجاح والفشل
🕌 أحد مساجد ريف حلب المحرر.
⏱ المدة: 16 دقيقة.
التاريخ: 14/ذو الحجة/1442هـ
الموافق: 23/7/2021م
🔴 الأفكار الرئيسة في الخطبة الأولى:
1️⃣ النجاح والفشل لا يقاس بالشهادة
2️⃣ نظرية الذكاءات المتعددة
3️⃣ لا للكلمات السلبية المحبطة
4️⃣ استثمار النبي لتنوع مواهب الصحابة
5️⃣ نماذج من كبار المبدعين لم يكملوا دراستهم
6️⃣ البطالة المقنَّعة بالشهادات
7️⃣ تعزيز الصفات الإيجابية بالكلمات التشجيعية
8️⃣ خطورة الدعاء على الأولاد
9️⃣ الحسد سبب توتر بعض الآباء عند صدور النتائج
🔟 الأصل في الإبداع والتميُّز النُّدرة.
لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF
- ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على من بعثهُ ربُّه هاديًا للأمم، أوحى إليه بكلمة اقرأ، وأرسله رحمة للعالمين، وأيده بالروح الأمين، وأنزل عليه سبعًا من المثاني والقرآنَ العظيم، ونصرَه بأصحابه الغرِّ الميامين، الذين استثمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم اختلاف قدراتهم وتنوع مواهبهم فكانوا نِعم الحُماة للدعوة ونِعمَ الحملةِ للدين، صلوات ربّي وسلامه على رسولنا وعلى آل بيته الطبين الطاهرين وأصحابه الغرِّ المحجَّلين ومن سار على دربهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدين… أمَّا بعد معشَرَ المؤمنين:
حوادثُ كثيرةٌ أيها الأحبة، ومجرياتٌ متنوعة تحدثُ من حولنا يحارُ فيها الخطيب عمّا يتحدث، لكني آثرت اليوم أن أتحدث عن موضوع قلما يتحدث عنه الخطباء، موضوع يمَسُّ أبنائنا شبابنا (ذكورًا وإناثا)، مسألة تربوية مناسبتها حدثُ إصدارِ نتائج امتحانات الثانوية العامة (البكالوريا)، ففي كل عامٍ مع صدور نتائج الثانوية نرى -أيها الأحبة- جُملةً من الأخطاء التربوية، يرتكبها آباءٌ وأمهات، يرتكبها معلِّمون ومعلمات، يرتكبها كثير من الناس…
أخطاءٌ منشؤها نظرة خاطئة للمجتمع من حولنا، منشؤها نظرة خاطئة لمعيار النجاح والفشل، فترى كثيرا من الأهالي إذا لم يأت ولدهم بالمجموع المناسب الذي يريدونه ليدخل ولدهم الكلية أو الجامعة التي يريدونها هم، يبدؤون بوصفه بالكلمات السلبية، فاشل، غبي…. كلمات سلبية تنمُّ عن نظرة خاطئة وفهم خاطئ للحياة، والله تعالى قال وقوله الحق، (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف: 32]،
الله تعالى جعل الاختلاف والتنوع بين البشر لكي يُسخِّر الناس لبعضها، ولكي ينفع الناسُ الناسَ… ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “خير الناس أنفعهم للناس”. و “أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ” [صحيح، الطبراني في الأوسط].
أيها الأحبَّة معلومة علمية يعرفها من درس في كلية التربية، هاورد جاردنر سنة 1983م لمّا أصدر وتحدث عن نظرية الذكاءات المتعددة بعد أن عرَّف الذكاء بأنَّه: “القدرة على حلِّ المشكلات أو إبداع شيء جديد”، قال: لا يوجد إنسان ذكي بالمطلق أو غبي بالمطلق إنما هي ذكاءات مختلفة، عدَّ منها ثمانية أنواع: فأناس عندهم ذكاءات لغوية وأناس عندهم ذكاءات بصرية، وأناس عندهم ذكاءات بدنية حركية، وأناسٌ عندهم ذكاءات تحليلية منطقية وغيرهم عندهم ذكاءات طبيعية أو موسيقيةٌ أو داخليةٌ ذاتية أو اجتماعية…. ومعيار النجاح الحقيقي والمعين عليه، أن يوضَع الإنسان حيث يُستثمَرُ ذكاؤُه فيبدِع فيخدِم نفسه ويخدم مجتمعه.
بعد هذه النظرية أيها السادة تغيرت المناهج التعليمة في كل دول أوربا، ترى في دول أوربا امتحان الشهادة الثانوية هو امتحان إتمام مرحلة، وبعد ذلك يكون امتحان لكل كلية يناسب الذكاء التي تحتاجه هذه الكلية التي يتقدَّم الطالب لدخولها، نحن لم نستوعب هذا بعد، فترانا نصِمُ الناس ونصِمُ أبناءنا لأنهم لم يدخلوا كُليةً يرغبها الأب لكي يفتخر بين الناس أنَّ إبني يدرس في الكلية الفلانية!!!
أيها الأحبة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل 1400 سنة، معلّمُ البشرية -روحي فداه- كان يستثمر الصحابة كُلٌ فيما أعطاه الله إياه مِن موهبة، في الحديث الذي رواه الإمام الترمذيّ وقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ. قَالَ: “إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي” قَالَ: فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ لَهُ. قَالَ: فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ».
النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمَنُ أن يكون الترجمان بينه وبين اليهود شخصًا يهوديًا، فقد يغير في الترجمة كما يفعل كثيرٌ من المترجمين، فأمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة يهود، قال: فتعلمتها في نصف شهر، تخيلوا هذه القدرة اللغوية؛ تعلَّم لُغةً في نصف شهر!! ولكن هل ذكاء زيد اللغوي يعني أن زيد بن ثابت كان ناجحًا وعمر بن الخطاب كان فاشلًا لأنه لم يملك هذا الذكاء اللغوي؟!!
خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بدهائه العسكري وقدرته على التخطيط العسكري هو وأبو عبيدة ابن الجراح وعمر بن العاص استثمرهم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في قيادة السرايا وأرسلهم على رأس الكثير منها هل هذا يعني أنهم هم الناجحون وغيرهم من الصحابة كانوا فاشلين؟!
هل يعني استثمار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لمُصعب بن عمير لمّل أرسله مبعوثًا عنه إلى أهل المدينة قبل أن يهاجر النبيُّ إليها، أو لمّا أرسل غيره من الصحابة لما لديهم من مهارات اتصال راقية يستطيعون أن يتفاهموا مع الناس بسهولة، هل هذا يعني أنهم وحدهم كانوا ناجحين والبقية فاشلين؟!!
أيها الأحبَّة معيار النجاح هو ما تقدِّمه لنفسك ولمجتمعك، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “خير الناس أنفعهم للناس”، فالمزارع الذي يزرع ونأكل مما يزرع ويُبدع في زراعته ليضاعف انتاج أرضنا هذا ناجح، الميكانيكي الذي تذهب إليه فيصلح سيارتك بإتقان ولا يجعلك تبقى تعاني منها يوما أو يومان، شهرا أو شهران هذا شخصٌ ناجح، وطبيب درس الطب إرضاء لوالده ويجرب في الناس تجريبا؛ يعطيك الدواء بعد أسبوع يا دكتور ضرَّني الدواء… “طيِّب جرب هذا”، يا أخي أنت تجرِّب معي تجريب؟! هذا طبيبٌ فاشل، ليس بالضرورة لأنه أخذ شهادة أن يكون ناجحًا طالما أنّه لم يبدع في اختصاصه ومجاله…
شخص درس العلم الشرعي وهو لا يُحِب العلم الشرعي، درسَه مرضاةً لأبيه لأن الأب يريد يكون ابنه شيخ، (أنا ابن أخوي شيخ وأنا ابني ما يكون شيخ؟!!)، فدرس العلم الشرعي وما عنده ذكاء لغوي فتراه لا يستطيع أن يقف على منبر ليحدث الناس ولا ليكلمهم، أوصله أبوه إلى طريق الفشل!!
إذا أيها الأحبة أول خللٍ عندنا هو نظرة خاطئة لمعيار النجاح والفشل لمعيار الذكاء والغباء، النجاح في الدنيا متنوع متعدد جعله الله هكذا كي يتخذَ الناسُ بعَضَهم بعضًا سُخريا؛ أي لكي يُسَخِّر الناسَ بعضَهم لبعضٍ فتكتمل هذه الحياة، فكيف بنا ونحن ما زلنا إلى الآن جزء كبير من امتحاناتنا يختبر نوعًا واحدًا من الذكاء وهو القدرة على الحفظ، ثم نأتي لكي نقيِّم الناس بناءً على ذلك!!
الأشد سوءًا من هذا أيها الأحبة أنَّ بعض الأمهات والآباء يبقى بعد صدور النتائج فترة طويلة يبثُّ طاقةً سلبية له ولولده، “أنت فاشل، وين ما وديتك وجهي أسود منَّك… أنت كذا وأنت كذا…”. النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يبث الطاقة الإيجابية بين الناس، حتى أنه كان يغير للصحابة أسماءهم، ففيما روى أبو داود دخل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما اسمك؟، قال: أصرَم –[من الصرم أي القطع] ، قال بل أنت زُرعَة [أنت بركة]. أتاه آخر قال ما اسمك، قال زَحم، قال: “بل أنت بشير”، لاحظ حتى أسماءهم كان يغيرها لهم ليعطيهم طاقة إيجابية ويشحنهم بالعنفوان والحيوية.
كلمةٌ من أبٍ قد تكسر خاطر الولد وتكسر نفسيته فتوصِله فعلا إلى طريق الفشل، وكلمة من أب واعٍ ومِن مُربٍ ناجح يعرف قدرات هذا الفتى فيضعه حيث يناسب قدراته قد ترفع معنوياته وقد تدفعه إلى النجاح.
أيها الأحبة، لا تنغشّوا بالبطالة المقنَّعة التي كنا نعيش فيها، كثير من الشهادات في مجتمعنا كانت بطالةً مُقنَّعة، يعني من يحدِّثُكم الآن (أنا شخصيًا) درست في أكثر من كلية، وأكثر من جامعة، عندما تخرجت من كلية الهندسة عملت قبل الثورة لفترةٍ في وظيفةٍ حكومية، ماذا رأيتُ؟
في الحقيقة: 70% من المهندسين في السلك الحكومي لم يكن لهم عمل، العمل الذي كان موكلًا لأكثرنا كان يمكن أن يقوم به أي شخص لم يُضِع هذه السنواتِ الطويلة في الدراسة. بالطبع أنا لا أُسفِّهُ فِكرة الدراسة لكن عندما أتَت لحظة الحقيقة ولم تبق تلك الوظائف في واقعنا الآن مَن استطاع أن يعمل هو الذي استطاع أن يقدِّمَ قيمةً مضافة للناس، خير الناس أنفعهم للناس، أمّا الشهادات الوهمية لم تَعد تُجدي نفعًا، وهذا رأيناه فيمن هاجر خارج سورية، خارجَ سورية ليس الأمرُ كما يصوِّرُه البعض بأن المشكلة تكمن في أنّهم لا يعترفون على شهادات بلدنا، ثقوا تماما أن المخترعين والمبدعين في مجالاتهم لم يسألهم أحدٌ أصلا عن شهاداتهم وعملوا في مجالاهم وأبدعوا، أما من يبحث عن مكان كما كنا يوم كنا موظفين عند الدولة يوقِّع ورقة ويقبض الراتب فهذه بطالة مُقنَّعة ومعيار خاطئ ننظر من خلاله إلى النجاح والفشل.
إذًا الفكرة الأولى في حديثي مفادها أنَّ هذا الامتحان ليس معيارًا لكي تصِف ولدك بصفة النجاح أو تصِمَه بصفةِ الفشل، طالما أنه بذل وسعه وجهده ولم يُضِع وقته، فذاك الكسول المضيع لوقته المستهتر في شؤونه حديثنا ليس عنه وعن أمثاله…
أما الفكرة الثانية التي أودُّ تذكيرك بها فإيّاك والكلمات السلبية التي تحطم بها معنويات أولادك إذا لم تُسَرَّ بنتائجهم، وقد رأيتم من حولكم في الحياة كم من الناس لم يدرسوا في الجامعات وكانوا مبدعين وناجحين، بعضهم غدا مِن كبار التجار، كبار المزارعين، كبار الصنَّاع، بل كان منهم الكثير من المبدعين في الجانب العلمي!
يا قَوم، أشهر المبدعين في العالم لم يُكمِلوا دراستهم، بدءًا من أديسون الذي أنار العالم بالكهرباء صاحبُ الألفِ اختراع، وأينشتاين صاحبُ نظرية النسبية الخاصة، بل غيتس مؤسس مايكروسوفت (كل كمبيوتر في بيوتكم يعمل بنظام تشغيل ويندوز الذي تنتجه شركته)، ستيف جوبز الذي أظهرت شركته للعالم الموبايلات الذكية وشاشات اللمس… هؤلاء جميعا كلهم لم يُكمِلوا الدراسة، ثم يأتي أحدهم لكي يدمر نفسية ولده بناءً على نتيجة امتحان الثانوية وكأنَّ سُبلَ الإبداع والنجاح سُدَّت في وجهه ذلك الشاب إلى الأبدّ؟! وبعض الأولاد يصاب بمرض نفسي ويصاب بالإكتاب نتيجة الكلمات السلبية التي يقولها هذا الأب…
وشرُّ الكلمات السلبية التي حذَّرنا رسول الله منها، أن يدعو الوالد على ولده بالسوء، ورسول الله صلّى الله عليه وسلَّم قال: “لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاءٌ فيستجيب لكم” [رواه أبو داود بإسناد صحيح].
وروي أن رجُلًا جاء إلى ابن سيرين يشكو ولدَه، فسألهُ ابن سيرين قال: أدعوت على ولدِك؟؛ قال: نعم؛ قال: اذهب فقد أفسدته…
يحطِّم نفسية ولده، ويدعو عليه، بسبب محاكمته الأمور من وجهة نظرٍ واحدة قد يكون دافعه إليها الحسد، نعم الحسد!!
كثيرٌ من الآباء سبب هذا الذي يقوله لولده الغيظ الذي في صدره لأنَّه ينظُر نظرةُ الحسد للآخرين، ينظر إلى ابن أخيه وابن جاره فيحسدُهم على ما أنعم الله به عليهم مِن توفيقٍ، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ”. [أخرجه أبو داود]
إخواني، الناس تتمايز وتختلف، والابداع في الناس قليل، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّما الناسُ كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة»، يعني من أصل مئة ناقة لا تكاد تجد ناقة واحدة تكون صالحةً للركوب الحسن، فرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُفهّمُنا أنّ الابداع في الأصل قليل، لذلك تجد المُبدعين؛ (الابداع الصارخ المميّز جدا) قلَّة قليلة، لكن هذا لا يعني أن باقي الناس فاشلين!!
باقي الناس ناجحين طالما أنهم ينفعون الناس، ينفعون أنفسهم ويساهمون في بناء أوطانهم، ويساهمون في بناء مجتمعاتهم ، قال تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [طه 131]، بعض الناس ترى دائما عينَه على الآخرين، والله أنعَم عليه كثيرٌ من النِّعَم في أولادِه، في ذُريَّتِه، في عافيته، في مالِه… لكن مع ذلك ترى الغَيرة والحسد تشتعل في صدره فيبدأ بسبب الغيرة والحسد يوجِّه هذه الكلمات السلبية لأولاده ولمن وليَ أمرَهم حتى يُحبِطَهم ويوصِلَهُم إلى طريق الفشل، وحسبنا الله ونِعمَ الوكيل.
أسأل الله تعالى أن يُلهمنا مراشد أمورِنا، وأن يرزُقنا نظرةً صحيحةً نفهم بها الحياة فهمًا صحيحا، نفهم الواقع فهمًا صحيحا، نفهم الدنيا كما يجب أن تُفهَم وأن يُهيِّئ الله لأبنائنا جميعا ظروفًا تعينهم لكي تُستثمَر مواهِبهم وطاقاتُهم جميعًا في بناء سوريا الجديدة، سورية الحرية والكرامة والعدالة والتطور إن شاء الله…
أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين