الحرية والعبودية!
مِن كتاب: الدين والظمأ الأنطولوجي لأستاذ الفلسفة العراقي عبد الجبار الرفاعي
الحرية لا تُمنَح، بل تمتَلك، وامتلاكها يتطلب: شجاعة الإرادة، جسارة العقل، ومغامرة تحطيم الأغلال. الإنسان الحي اليقظ يكدح ما دام حيا للتحرر من سجون: جسده، هويته، تاريخه، ثقافته، لغته، رؤيته للعالم، أوثانه. الحرية أشق من العبودية، ذلك أنها: إرادة، وحضور، واستقلال، وشجاعة، ومسؤولية، وخيار إيماني، وموقف حيال الوجود. أن تكون حُرا فهو يعني أنك تواجه العالم كله، وتتحمل كل شيء وحدك. العبودية: هشاشة، وغياب، واستقالة، وخضوع، وانقياد، وتفرج، وتبعية، ولا موقف، ولا أبالية، ولا مسؤولية. أن تكون عبدا يعني أنك لست مسؤول عن أي شيء، حتى عن نفسك.