نورس للدراسات
تعاني معظم دول العالم من ازدياد الطلب على الماء، مقابل وجود موارد مائية متناقصة، لذلك وضعت معظم دول العالم استراتيجيات بعيدة الأمد للمحافظة على هذه الثروة، أهمها رفع وعي الناس، ورفع قيمة الفواتير، ووضع خطط تمنع الري الجائر والاستعاضة عنه بالري بالتنقيط، عوضا عن الري باخراج مياه البئر ودفقها على سطح الارض، ومنع زراعات تستهلك كميات كبيرة من الماء واستيرادها من الخارج، بعكس الاقتصادات الزراعية المتخلفة التي تقوم باستخراج مياهها الجوفية التي لا تتجدد بنفس سرعة الاستهلاك.
قامت تركيا ببناء السدود لتأمين حاجة سكانها من المياه، كما قامت إثيوبيا ببناء سد لتأمين احتياجاتها من المياه، كما تقوم ايران بتحويل روافد دجلة، مما ساهم الى جانب سد اليسو التركي في جفاف نهر دجلة التاريخي، وهو مستقبل ينتظر حتى نهر الفرات. في الاردن ولبنان يزداد الوضع سوءاً، حيث استحوذ الكيان الصهيوني على مياه طبرية ونهر الأردن، والبحيرات والينابيع في الجولان، وعلى نهر الليطاني في لبنان.
أما دول الخليج فهي تستهلك مياهها الجوفية بطريقة لا تسمح بتجدد هذه الآبار، وفي اليمن قد لا يكفي الماء لديها حتى عام 2030.
في عام 1990، كانت 8 دول عربية من بين أفقر 13 دولة بالماء في العالم، وهي الجزائر وفلسطين وقطر والسعودية والصومال وتونس والامارات واليمن، ويتوقع في عام 2025، أن تكون جميع الدول العربية تحت خط الفقر المائي، والسبب هو سوء الحكومات الوظيفية التي تتخلى عن مياهها، وبسبب سوء ادارة الموارد المائية وثقافة الشعب الذي لا يقدر قيمة الماء، مع حرص الاسلام على الحفاظ على هذه الثروة. ستنخفض حصة الفرد العربي من الماء الى أقل من مئة متر مكعب سنوياً، معدل الفقر المائي هو 1000 متر مكعب من الماء للفرد.
يعتقد كثيرون أنها مشكلة صغيرة، لكن دولا كثيرة مستعدة الآن لخوض حروب للمحافظة على مياهها، ما عدا الأنظمة الوظيفية والتي لديها استعداد للتخلي عن المياه وكل شيء في سبيل بقائها.
في الشمال المحرر، في سوريا لا يوجد حتى الآن أي خطط للمحافظة على هذه الثروة، ويتم استنفاذ المياه الجوفية بشراهة، بالري الجائر، وسوء ادارة المياه، وعدم رفع وعي الناس لأهمية هذه الثروة، وعدم وقف الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من الماء، وبالسماح بانشاء المسامك التي تستهلك كميات كبيرة من هذه الثروة، وهذا يستدعي البدء بالتفكير بإدارة الموارد المائية قبل فوات الأوان.