الخطة العلمية لصناعة القيادة العسكرية

لتحميل الخطة

الخطة العلمية لصناعة القيادة العسكرية
أعدَّها : محمّد شهاب الهاشمي

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا مُحمَّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

منذ اللحظة الأولى التي شاهد فيها العالم كيفية التعامل الإجرامي الفظيع من ميليشيات عصابة أسد مع المظاهرات السلمية للشعب السوري الذي خرج يطالب بالإصلاح، علم أهل سوريا أن لا وسيلة لمقارعة هذا النظام المجرم إلا بالسلاح، وأنه لا يَرُد عُدوانَه إلا السيف، ومع ذلك صبروا على سلميتهم حتَّى لم يعُد هنالك بُدٌ من ضرورة انحياز الناس لمناطق يحمونها ليأمنوا فيها على أعراضهم، وإن لم يأمنوا على دمائهم من قصف المجرمين… فدخلت الثورة السورية مرحلة الصدام العسكري المسلَّح، وكان لزاماً على كل شاب مناضلٍ مستطيع أن يحملَ السلاح ويدخُل المعترك العسكري لنُجابِه عدوان المجرم ومرتزقتَه الذين أتى بهم من إيران وروسيا وغيرهما.

ولأن هذه الثورة بدأت شعبيةً بسيطةً بيد البسطاء، فقد فقدنا فيها الكثير من الضوابط والتقنيات والمبادئ العلمية التي تعجِّلُ النصر، ثم ما لبثنا نستدرك بعض ذلك بخطواتٍ بطيئة، وكان من أهم ما فقدناه، العلمُ بفنِّ الحرب، الذي ينمِّي ملكات القادة العسكريين ليوجِّهوا السلاح بالنموذج الأنجع والأسلم، وللأسف ما زال الزهد بالعلمِ الهادي للسلاح سائداً حتى هذه الأيام، مع وفرةِ ما كُتِب وندرةِ من يهتمُّ بذلك.

ولأن هذه الحالة وإن طالت لا يجب أن تغدو أصلًا وعادة، ولأن الأمة لا تخلوا من شبابٍ يبحثون ويتطوَّرون ويُطوِّرون، ولكنهم يحتاجون من يرشِدهم إلى البداية السليمة الصحيحة التي تختصِر بعض الوقتِ والجُهدِ وتحقِّقُ مردودًا عاليًا سريعًا، فقد أعاننا الله بعد سياحة في شتى العلوم والكتب العسكرية على مدار السنوات العشر الماضية، تخللتها المُعاينة الواقعية والتطبيق العملي لذلك الكلام النظري، أن نُقدِّم سلسلةً موجزةً من الكتب (موجزةً أي بالنسبة لما طالعناه لاختيارها) تنير درب القائد العسكري في مسيرته وشؤونه بعد عون الله تعالى وتوفيقه.

فالمعول على مثل هذا البرنامج أن يُخرِّج قائدًا عسكريًا مِن طراز محترم، ونحن هنا نتحدث على مستوى قائد سرية – أي قائد ل100 جندي- فما فوق، إذا أراد أن يتق الله في جنوده، فتحصيل مثل هذا الكم من العلم أقل الواجب عليه أمام بحر الأحداث المتلاطم في ساحة الحرب الدائرة في الشام والتي يغلب على ظننا أنها ستطول كثيرًا…

وهنا لابد من التنبيه إلى أن هذا البرنامج موضوع لشخص متعلِّم، حامل للشهادة الثانوية  في الحد الأدنى، (ويفضل أن تكون العلمية) ولا يشترط أن يكون قرأ شيئاً في الحرب سابقًا. والمرجو من هذه العلوم بعون الله ليس المعلومات فقط، بل تغيير عقلية التفكير بشكل أساسي، وكلما كانت عقلية القائد أكثر مرونة كلَّما تفاعل مع القواعد والمبادئ والمعلومات بشكل أدق وأسرع، لذلك حريٌّ بأصحاب الطوح العالي أن يجعلوا لهم ورداً في العلوم العقلية كالمنطق والفلسفة والرياضيات…

وكما هو واضح من عنوان البرنامج فإنَّ ما سنطرحه فيه هو العسكرة البحتة، ولكن لابُدَّ للقائد العسكريِّ من زاد ثقافي يعينه على فهم المجريات والوقائع التي نعيشها، فهو إن اقتصر على الثقافة العسكرية فلربما يكون سلاحاً ناجعاً فعالاً، ولكنَّه ربما لا ينتبه لليد التي تستعمله وتوجهُه، لذا لابد له من سلسلة تثقيفية موازية في الجوانب الحياتية والعلوم الإسلامية وأخرى في العلوم الكونية كالإدارة والسياسة والاقتصاد وغيرها تجدونها منشورة بشكل مستقل في قسم التوعية النوعية على الموقع الإلكتروني لتجمع دعاة الشام. www.do3atalsham.com

وقبل أن نبدأ بعرض عناوين المنهاج لابد لنا ابتداءً من الإشارة إلى أن هذه السلسلة ينقصها مادةٌ مهمَّة؛ ألا وهي الكتاب الذي يربط بينها جميعاً، فأنت خِلال السلسلة المقترحة ستقرأ مفاهيم شتَّى توجِّهُك لأهمِّ الأفكار العسكرية التي ستعينك في هذا المجال، ولكنَّك إن لم تمتلك العقلية الرابطة التي تستطيع استيعاب المذكور لتربطه ببعضه سيصعب عليك خلق الحالة المتكاملة التي يخدُمُ كلُّ كتابٍ مما يلي جُزءً منها، اللهم باستثناء كتاب “عن الحرب” لكلاوزفيتز، ومع ذلك فإنَّه وإن شمل الحرب بكليتها، لكن ليس من السهل أن تنزِّله على الواقع التطبيقي إلَّا إن كنت ممن أعطاه الله تلكم الموهبة (خاصةً أنّ كتاب كلاوزفيتز مسودة للمؤلف وأنه من القرن التاسع عشر)… ونحن بعونه تعالى في خضمِّ إخراج كتاب يعين -إن شاء الله- على هدم هذه الهوة، ليكون الحلقة الواصلة المنشودة، ومقدمةً أولى للولوج لهذا العلم الواسع…

والآن أترككم مع المنهاج موزعا ومرتبًا بالتسلسل

كما أوضحت سابقًا فإنَّ كل ما سبق يخدُم قيادة المعركة والحرب ككل، لكن لا يصح من قائد عسكري قرأَ ما سبق أن لا يكون متمكناً في أساسيات الاختصاصات العسكرية الأخرى، وإلا فسيملك ثغراتٍ تطبيقية كبيرة في خططه وتفكيره، لذلك وضعت فيما يلي سلسلة مرجعية في التخصصات الأخرى تكون خادمة لما سبق.

الحرب هي أكبر مفاعلة يقوم بها البشر على الإطلاق؛ ولا عجب إذاً أن الله سبحانه وتعالى جعل الجهاد ذروة سنام الإسلام، لذلك من النادر أن تجد من يستطيع تخيل أهوال الحرب وأغوارها من طيات الكتُب ما لم يعاينها، ولتقريب هذا للذهن فإن خير معين على ذلك الأفلام الوثائقية والتمثيلية. وفضلاً عن ذلك، ثمّة قصور في السلسلة السابقة أنها لم تحوي الكثير عن معارك أوروبا منذ القرن الخامس عشر وحتى حرب العراق، وهذا ما سنعوضه في سلسلة الأفلام الوثائقية[4] التالية[5]:

1. فن الحرب الإسلامي – بسام العسلي.
2. رواد الاستراتيجية الحديثة – إدوارد ميلر.
3. المسرح البيئي العسكري – محسن عبد الصاحب.
4. حروب التاريخ الحاسمة – ليدل هارت.
5. المناورات الحربية الدفاعية – ليدل هارت.
6. الفكر العسكري عند ليدل هارت[7].
7. انتصارات ضائعة – للقيادي الألماني إريك فورنمشتاين.
8. القرارات المهلكة – مجموعة من الضباط الألمان.
9. الخطابي ملهم الثورات المسلحة – إعداد مركز الخطابي.
10. النظريات العسكرية بين الإعداد والتخطيط – عبد الهادي سعيد الآغا.

ويوجد الكثير غير ذلك بحمد الله، لكنها حقيقة بمعظمها لا ترقى للمصنفات الأجنبية في ذات السياق، لكن المهم أن بعد هذا الكم من المعلومات بات يستطيع القارئ انتخاب ما هو فاضل له، وترك المفضول، فالكتب كثيرة والعمر قصير..

نهاية أخي القائد، أو على الأقل الذي يطمح لأن يكون قائداً، اعلم علمني الله وإياك أن الأمة في مرحلة عصيبة، والكل يتداعى عليها تداعي الأكَلَةِ على قصعتِها، وأعداؤنا لا ينامون الليل ليمكروا بأمَّة الإسلام، فكن على قدر المسؤولية والمرحلة، وإياك أن تشملك استعاذةُ سيدنا عمر رضي الله عنه حين قال: “اللهم إني أعوذ بك من جَلَد الفاجر وعجز الثقة”، فحاذر أن تكون ذلك الثقة الضعيف!! فإن كنت تطمح حقاً لأن تقود بعضاً من أمة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، فلتطرح الكسل، ولتشمر عن ساعديك وعقلك، ولتجعل لك وِرداً بما تستطيع لا تتزحزح عنه بأي شكل كان، وليكن لديك كل يوم كما أسلفنا 3 حصص، واحدة في علم الحرب والثانية في التخصصات والثالثة مرئية، حتى تفاخر بك أمتك كقائد قلَّ أن حظيَت بمِثلِه حديثًا…

والله الموفق وهو الهادي سبيل الرشاد… والحمد لله رب العالمين

كتبه العبد الفقير لمغفرته سبحانه وتعالى
محمد شهاب الهاشمي
1-10-2020م

الحاشية
———-

[1] الكتاب يعنى بالناحية التعبوية والفيزيائية لحركة المقذوف بشكل مبسط والتدريبية للسلاح فقط، ولا يعنى بخصائصه الفنية، لذا إن أردت فهمه فنياً ابتداءً فراجعه من الجزء الثاني من موسوعة الأسلحة الكبرى، ثم ارجع للكتاب مرة أخرى، ففهمك لمحتوياته ومحاولتك إسقاط ذلك على بقية صنوف الأسلحة سيشكل أهم نقطة في فهمك لصنوف السلاح، فليكن في علمك، الكلاشينكوف مدفع ومدفع غوستاف “أضخم مدفع عرفه التاريخ” مدفع فكلاهما يعمل بذات المفاهيم الفيزيائية، ضع ذلك في حسبانك.

[2] تنبيه هام جداً، الموسوعة تركز على الخصال الفنية للسلاح، والفك والتركيب، ومع الأسف لا يوجد أي شيء عن الناحية التعبوية، ليس مهماً في المرحلة الأولى أن تتعلم فك وتركيب جميع صنوف الأسلحة، المطلوب هو أن تمر على كل سلاح تفهم خصائصه ومداه وبعده، وهكذا بدل أن تقرأ 300 صفحة كما هو الجزء الواحد منها، سيكون عليك قراءة حوالي 50 صفحة فقط من كل جزء، إن كنت من أصحاب الهمم اقرأ كل شيء، لكن المشكلة أنه إن لم يكن لديك السلاح لتطبق بشكل عملي ستنسى بسرعة، مع العلم يوجد فيديوهات شارحة للأسلحة الأساسية المذكورة في الموسوعة من إنتاج الاخوة في فلسطين، وهي خير معين على فهم السلاح وبنيته، وأما على اليوتيوب فستجد شروحاً لكل الأسلحة وبالتفصيل، لكن بالإنكليزية طبعًا.

[3] أيضاً للأخوة في فلسطين فيديوهات متنوعة في المدفعية والصواريخ تستحق المشاهدة…

[4] ملاحظة مهمة جداً فيما يخص المرئيات: معظم الفيديوهات رتمها بطيء، لذلك أنصحك وبشدة أن تقوم بتسريع عرض الفيديو، بجعله 1.5 أو 2 بحسب قدرتك الاستيعابية، وهذا قد يجعل من بعض الفيديوهات المملة أكثر جذباً..

[5] يوجد على النت محتوى أكبر، فاحرص أن تستمر بالمشاهدة وتعزز ذاكرتك بالمعلومات الحربية، وأيضاً مرة أخرى ثمة وثائقيات أجنبية كثيرة وجيدة، لذا حري بالقائد أن يقوي لغته الانكليزية ليكسر هذا الحاجز، ثم إن الأفلام العادية لا تقل أهمية عن الوثائقية، كل ما عليك أن تبحث في غوغل : top war movies وستعرض لك قائمة أهم الأفلام الحربية، واسع أن تنتق الأفلام ذات التقييم الجيد على موقع ال IMDb ، وأن يكون تقييمها أعلى من 6

[6] المقصود بالأهم ما هو متعلق بأمور عسكرية وأمنية.

[7] هذا ما وصل ليدي من كتبه، وإلا فكر هذا الرجل يُقرأ كله، كحال كلاوزفيتز.