الصدق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دع ما يريبك إلى ما يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة» رواه الترمذي وأحمد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» متفق عليه
– – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «علَيكُم بالصِدق، فإنَّ الصِدقَ يَهدي إلى البِر، وإنَّ البِرَّ يَهدِي إلى الجنَّة، وما يزالُ الرجُلُ يَصدُقُ ويَتَحرَّى الصِدقَ حتَّى يُكتَبَ عِندَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكم والكَذِب، فإنَّ الكَذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهدي إلى النَّار، وما يزالُ الرَّجُلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكَذِب حتَّى يُكتَبَ عِندَ اللهِ كذَّابًا». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
المعنى: العبدُ الصّادقُ صادِقٌ في كلِّ شيءٍ؛ في أقوالِهِ وفي نيّتِهِ وفي أفعالِهِ، وهو كذلكَ صادقٌ مع نفسِهِ ناصحٌ لها لا يخدَعُها، فتراهُ لصِدقِهِ مع نفسِه يأمرُها بالطّاعاتِ والخيراتِ التي تنجيها من عذاب الله وتدخلُها في رحمته، ويصونُها من المعاصي والشّهواتِ المحرّمةِ التي توردها العذابَ الأليمَ الذي يُنسيها كلّ لذّةٍ ونعيم.
والعبدُ الصّادقُ مع النّاسِ أيضًا لا يكذِبُ عليهم بلسانه، ولا يموّهُ عليهم بحالِه، ولا يخادِعُهم بأفعاله، بل هو واضحٌ ناصحٌ صريح.
وأهم ما في العبدِ الصّادقِ أنّه صادقٌ مع ربّه يعامِلُه بالصّدق حُبًّا ورجاءً وخشية وإنابةً وفي كلّ حال.
وهذا الذي يكتبُه الله عنده صدّيقا، ويضمنُ له الفوزَ والنّجاةَ، فالصّدقُ منجاة.
بينما الكاذبُ فهو يكذبُ أولَ ما يكذبُ على نفسِهِ، فيخونُها ويخدعُها ويزيّنُ لها ما فيه هلاكُها وشقاؤها، ويُريها أنّه يُسعدُها بتحصيلِ الملذّاتِ وتحقيق الرّغباتِ، لكن تبّاً للذّةٍ تنقضي ثمّ يعقِبُها الندم والويل والثّبور، مضافًا إلى الذكر السيء والسيط القبيح الذي سينعكس على تعاملات الناس معه… وكيف لعبدٍ يكذبُ على نفسهِ أن يكونَ صادقاً مع النّاس؟!
أو كيف له أن يكون صادقاً مع الله، وهو قد استمرأ الكذِبَ واعتادَ عليهِ وأصبحَ يتتبَّعُهُ كما يتتبّعُ أطايبَ الطّعامِ والشّراب؟!
ولأنّ الله لا يخفى عليه أمر الكاذبِ فإنّه يكتبُه عنده كذّابًا وبذلك يبوءُ بأخسّ المنازلِ عند الله ويكونُ مع الهالكين.
طريقة مقترحة للتّطبيق:
الصدق يا إخوتي ليسَ مجرّدَ القول باللسان طبقاً للحقيقة والواقع، والكذب ليسَ مجرّدَ القول باللسان خلافَ الحقيقةِ والواقع… بل الصدق سلوك ناجمٌ عن قلبٍ نقيّ تقيٍّ لا يقبل الغشّ لا مع النّفس ولا مع الله ولا ومع النّاس، والكذب سلوك ناجمٌ عن قلبٍ مخادعٍ فاجرٍ لا يعرفُ إلا الغشّ والمراوغة.
والصّدقُ والكذبُ كلاهما تربية يربّي العبد نفسَه عليها، تبدأ من صغائر الأمور ثم تنمو وتكبر وتتعاظمُ حتى تصير طبعًا في الإنسان فيصطبِغُ إمّا بالصدقِ: فينال طيب السمعة والثقة في الدنيا وحسن الختام والنجاة في الآخرةـ.. وإما بالكذب فينال قُبح السمعة ونفور الخلق وسوء الخاتمة يوم يَردى ليحاسب عن ذلك في الآخرة، فلنحسن تربية أنفسنا ومن ولّانا الله أمرَهم على الصدقِ، ولهذا أوصيكم أن لا ترهبوا أولادكم فيكذبوا عليكم ثم لا يلبثوا أن يألفوا الكذب، بل أشعِروا من حولكم بالأريحية وحاولوا استيعابهم، وبالذات الصغار منهم لكي لا يكذبوا ويعتادوا الكذب ويصبحوا كذَّابين..