بقلم: سيف الهاجري (الأمين العام لحزب الأمة – الكويت)
لماذا هذا الاحتفاء بقانون قيصر الأمريكي؟
أليس السفير الأمريكي فورد هو من عرض عليها في بداية الثورة تقاسم السلطة مع الأسد.
ألم تسكت عن مجازر نظام بالأسلحة الكيميائية وذهب خط أوباما الأحمر أدراج الرياح .
أليست أمريكا هي من ضغطت على هيئة التفاوض العليا حتى تنازلت وقبلت ببقاء الأسد في المرحلة الإنتقالية.
أليست أمريكا من فرضت على قوى الثورة حصارا ومنعت عنها السلاح والمال.
أليس أمريكا هي من باركت توريث الأسد كما كشف ذلك الأمير بندر بن سلطان في مذكراته.
فالموقف الأمريكي لم يتغير منذ أن أوصت لجنة كنج-كرين الأمريكية بجعل سوريا تحت الانتداب الأمريكي في تقريرها المقدم لمؤتمر فرساي عام ١٩١٩م، فأمريكا ترى نفسها وريثة غنائم الحملة الصليبية وتقاسمها لولايات الخلافة العثمانية.
لقد أصبحت القوى السورية أسيرة أوهام عدالة المجتمع الدولي منذ أن راهنت على النظام الدولي وترتيباته السياسية في مؤتمرات جنيف وموسكو لتسير بذلك على خطى القوى القومية من قبل عندما راهنت على مؤتمر فرساي وعقد المؤتمر السوري العام الأول عام ١٩١٩م ليقدم هؤلاء القوميون عريضتهم للمنتصرين على الخلافة العثمانية يطلبوا فيها منهم منحهم الحرية والاستقلال ليدخل الجنرال غورو دمشق عام ١٩٢٠م ويعلن عند قبر صلاح الدين عودة الصليبيين وإنهاء أحلام القوميين.
ثورة الشعب السوري ستظل تراوح مكانها إن لم تكن قد خطفت بالفعل من هذه القوى التي لم تعد قادرة بعجزها أو باحتوائها على قيادة الثورة نحو النصر حتى ولو رفعت شعار الإسلام أو الجهاد.