⚠️ كنت قد طرحت سؤالا في قناتي على برنامج التليغرام كتبت فيه: “أزمة كورونا أثبتت ان كلية الطب والأطباء والمشافي أهم من كل كليات الهندسة والمهندسين ومن كل كليات الحقوق والحقوقيين والمحاكم… لذلك يجب إنهاء تلك الأخيرة من المجتمع فلانفع لهم سوى تضييع المال والجهد والوقت…
ما رأيك بهذا الكلام اختار (موافق/أو/ كلام مسخرة وقلة طعمة)”.
⚠️ التعليق:
هذا الاستفسار أرسلته من باب القياس على من يستغلون أي فرصة للطعن في دين الله وفي حملة الدين من الدعاة وطلبة العلم والمشايخ…
ولِمَن سأل عن نفع المشايخ والدين في أزمة كورونا، أقول:
بأنه حيثُ نشط الدعاة وطلبة العلم والمشايخ وفشا الإيمان بين الناس وسادَ فيهم:
١- لن تجد انتشارا كبيرا لكثير من هذه الأمراض، ولن تجد فرق التوعية صعوبة في توعية الناس بل لن تحتاج لكثير جهدٍ في ذلك فالمسلمون الملتزمون هم أساسا من نقلوا التوعية بالطهارة والنظافة والابتعاد عن المستقذرات والخبائث عبر التاريخ في مختلف دول العالم… بل حتى تفاصيل ما يذكر اليوم من طرق غسل وتعقيم اليدين وغيرها ذُكِرت بتفصيلها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
٢- لن تجد ظاهرة الانتحار بمرض سببت الدعاية فوبيا رهيبة منه مع أن نسبة المتماثلين للشفاء فيه كبيرة… ولن تجد الضعف النفسي الذي يجعل أي مرض يتمكن من الإنسان ويقتله.
٣- لن ترى الناس تتزاحم على محلات بيع السلاح -كما يحصل في أمريكا الآن- لكي يحمي كل منهم مدخراته من الطعام والمستلزمات فيما لو حصل كساد عالمي، بل على العكس سترى حملات التراحم والمناصرة والتشجيع على دفع الزكاة للفقراء لإعانتهم على هذه الأزمة…
٤- لن تجد أصلا من يسمح لمختبراتٍ خبيثة بأن تطوّر أنواعًا غريبة من التجارب والأسلحة البيولوجية المحرّمة، القائمة على تغيير خلقِ الله، ليُسبِّب تسرُّبها أو تسريبُها بعد ذلك كوارث عالمية.
٥- لن تجد من يسمح باحتكار الأدوية وابتزاز الناس على تجهيزات العلاج والوقاية…
٦- سنجد التعاطي العلمي الشرعي الصحيح مع مسألة الجائحة التي حصلت بعيدا عن العواطف غير المنضبطة بعلم الشرع.
ولمن يسأل كيف أوقفتم الشعائر الجماعية؟ نقول بأن ديننا علمنا أن الله تعالى أقام الدنيا على قوانين مطردة ليحاسب الناس، وهذا لتمام حكمة الله وعدله وكرمه، فالعدل يقتضي محاسبة المكلفين عند مخالفة قوانين منتظمة، لذلك وجب الأخذ بالأسباب…
وإغلاق المساجد ليس جرحا في قوة الله وليس عجزا عن حماية المصلين… كلّا معاذ الله، وتعالى عمّا يقوله الأفّاكون، ولكن في ديننا الدنيا أصلا دار ابتلاء وامتحان وأخذٍ بالسبب وليست دار سلامة وجنّة نعيم.
٧- سنجد من يُذكِّر الناس بضعفهم البشري، فقد تفرعَن البشر لدرجةٍ ظنوا أنه لا قاهر لهم، فعدى القوي على الضعيف، فما رحم القوي الضعيفَ ولا تاب كثيرٌ من الضعفاء، فتأتي مثل هذه الابتلاءات لتذكر الناس بضعفهم البشري، ولتعيدهم إلى ساحة الإيمان، ليكون بعودتهم صلاح الجنس البشري بتراحمهم وتعاطفهم وتكاملهم…
٨- سنجد مجتمعات متماسكة متعاونة في وجه البلاء، لا مجتمعات أنانية فردية، مجتمعاتٌ فيها رحمة وتراحم وطاقة إيجابية تعين الإنسان على تجاوز كثير من الأعراض التي مردُّها الضعف النفسي والخوف الداخلي…
أشياء كثير لا يسعفني الوقت لكتابتها، خلاصتها إن كان الطب يداوي المريض من أعراض الفيروس ويحفظ حياة الفرد، فالدين وحملته يداوون الأفراد نفسيا والمجتمعات اجتماعيًا ويحصنونهم جميعا ليكونوا أقدر على مواجهة الكوارث باختلاف أشكالها وأسبابها…
وهذا الذي ذكرنا لا يُلغي ولا ينتقص دور الأطباء كما أن دور الطبيب لا يُلغي دور المهندس الذي يبني ويخترع الأجهزة ولا دور الحقوقي الذي يحفظ حقوق الناس ولا غير ذلك من الاختصاصات… والحديث عن مثل هذه المقارنات كلام السفهاء ومن لا خَلاقَ لهم.
حفظنا الله وإياكم من كل مكروه…