لا تتمنى الموت لضر أصابك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي» رواه البخاري ومسلم
– – – – – – –
قال رسول الله ﷺ: “لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوتَ لِضُرٍّ أصابَهُ، فإن كانَ لا بُدَّ فاعِلًا، فَليَقُل: اللَّهُمَّ أحينِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيرًا لِي، وَتَوفَّني إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيرًا لِي”. [مُتَّفَقٌ عليه].
المعنى: كثيرٌ من النّاس لو عاشَ ألفَ سنةٍ في النّعيمِ نراهُ يسأل اللهُ أن يزيدَ في عمرِه، لكنّه لو أصابَه الضُّرُّ لم يحتمِلْ أَيّامًا معدوداتٍ، إلّا وَتراهُ يدعو على نفسهِ بالموتِ ويتمنّاه ليتخلّصَ ممّا يُعانيه، وهذا في دينِ اللهِ محرّمٌ لما فيه من إظهار التّسَخُّطِ على قَدَرِ اللهِ، ولما فيه من تركِ الصّبر على ما قضاه سبحانه وتعالى.
والنبيّ ﷺ أرشدَنا إلى البديلِ عن تمنّي الموتِ للتخلُّصِ من البلاء والضُّرِّ، وهو أن نسألَ اللهَ والحالةَ هذه أن يُحييَنا ما دامت الحياةُ خيراً لنا، وأن يتوفّانا متى علمَ سبحانه أنَّ الموتَ خيرٌ لنا، فالله يعلمُ ونحنُ لا نعلَم.
والعبدُ حينَ يتمنّى الموتَ للخلاصِ من عذاباتِهِ، قد يكونُ في الحقيقةِ يتمنّى أضعافَ ما هو فيه من العناءِ، لأنّه لا يدري ما ينتظرُه بعدَ الموتِ، فقد يكونُ ما ينتظرُهُ أشقَّ ممّا هو فيه، بينما لو سألَ اللهَ أن يعافيَهُ مما علاهُ من الضُّرِّ، وأن يرزقَهُ الصّبرَ على ما ابتلاهُ به لكانَ خيراً له وأنفعَ بلا شكّ… لا سيّما إن استحضرَ ما للمؤمنِ المُحتسبِ عندَ البلاءِ من الثّوابِ الكبيرِ وتكفيرِ الخطايا والذّنوب.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
إخوتي الأكارم: المؤمنُ الحقُّ لا يكونُ هزيلاً خَوَّارًا، بل يكون صبورًا مُحتسِباً متجلِّداً لقضاء الله تعالى…يستعينُ باللهِ على بلواهُ، لأنّهُ لا يصرفُ السّوءَ إلّا اللهُ، وإذا أكثرَ العبد التّضجّرَ وأظهرَ الضعفَ والخَوَرَ عند البليّةِ ودعا على نفسهِ بالموتِ، ربّما قادَته هذه الحال إلى الانتحارِ عياذًا بالله استعجالاً للخلاصِ، فإذا هو بذلك يغرقُ في بحرٍ من العذاب متلاطِمِ الأمواجِ، وقد كانَ أهونَ عليه ألفَ مرّةٍ لو صبرَ على بلائهِ الأوّل.
فلنتّقِ الله ولنصبِر مستعينينَ بالله، وعزاؤنا دائمًا، قوله تعالى: (إنّما يوفّى الصّابرونَ أجرهم بغيرِ حساب).