موت الأحزاب والجماعات والفصائل
تموت الأحزاب والجماعات والهيئات :
إذا اعتزلتها الكفاءات وهجرتها الكوادر من الصفوف الأولى والثانية ويئست من إصلاحها.
وإذا لم تستطع إضافة كوادر كافية تملأ فيها فراغاتها وثقوبها المتسعة.
وإذا غاب عنها المقربون الأوفياء الذين اعتادوا أن يقفوا معها في الأزمات.
وإذا غابت الإنجازات الجديدة والأعمال الفارقة المميزة.
وإذا عاشوا في ظل الإنجازات القديمة التي يخسرونها واحدة تلو الأخرى ببطء.
وإذا بات الناقدون والناصحون على هوامش الأرصفة.
وإذا اختلطت الحسابات وتاهت الدقة وتنامت التحليلات والظنون على حساب المعلومات والمعطيات.
وإذا خافت الأفكار الجديدة من إبراز نفسها.
وإذا انزوى أهل الشورى في أقاصي الأزمنة البعيدة والمواضع الميتة حيث لا يفلح العلاج ولا تفيد المراجعة.
وإذا ماتت الاستثمارات وزادت الاستدانات وتقشف الخام، ولم يبق إلا مورد واحد يستقون منه باقي حياتهم.
وإذا تنادت العصبيات وكثرت الصراعات في مستويات النخبة، وتداعت لها القاعدة بالنميمة والإشاعة والغيبة.
وإذا لم يجد الشباب فرصة كبيرة لهم بين الكبار السابقين في موضع المسؤولية والشورى.
وإذا لم نجد منصة تدريب تؤهلهم للمستقبل المقبلين عليه.
فهل تُرانا نموت أو نَحيا !
قال تعالى: (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )).
قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ )).