✍️ #الشيخ_حسن_محمد_الجاسم
المشايخ: شريحة من نسيج هذا المجتمع، كالأطباء والمعلمين والصيادلة
فيهم الغث والسمين، والمؤيد والمعارض
فيهم من أحيا الله به الدين، وفيهم من يلبس لبوس المشيخة ليحيي نفسه فقط
فيهم أولياء الله تعالى، وفيهم من وقف مع أعداء الله تعالى
فيهم من أخذها بحق وجدارة وفيهم من لبس لبوسها بالباطل وصار يُحكَم عليها من خلاله -وما أكثرهم اليوم –
وكما قال شيخنا الشيخ كريم حفظه الله: كنا نقول نريد نجَّاراً صاحب دين، أو حدَّاداً صاحب دين، اليوم صرنا نقول نريد شيخاً صاحب دين
فالتعميم والحملة المسعورة التي نراها على وسائل التقاطع لا تفرق بين الثرى والثريا، ولا تميّز الربانيّ من الشيطاني،
وبعض الناس ما إن رأوا منشوراً يتكلم عن هفوة أو زلة أو نكتة رخيصة إلا تنادوا وتداعوا لنشرها والقاعدة عندهم ” انشر ولك الأجر ”
وإن أكثر ما يضعك في حَيرة حيال هذه الأمانة المنوطة بأعناق الدعاة؛ التناقضات والاعتراضات التي لا تنتهي…
– فإن لبس لأْمة الجهاد قالوا: لمَ لا يتركه لأهل الاختصاص! وهل قتلنا إلا تطفل المشايخ على الثورة
– وإن لزم محرابه وما تدخل بشؤونها انبرى بعض الحدثاء قائلاً: إذا كنت إمامي فكن أمامي، كيف تريدني أن أقتنع بكلامك وأنت من القاعدين!
– وإن فكّر أن يخرج إلى الرباط يوماً تصدّى له خوا… الجامع بصوت صاخب مرتفع: أنت مهمتك هنا وليس لك أن تبرح منبرك ومحرابك
– إن عاش على وظيفة الإمامة قالوا: المشايخ كلهم دبّروا حالهم وصاحبنا جاثم على صدورنا، طيب ألا يتحرك ويبحث عن وظيفة يتسبب من خلالها !!
– وإن عمل عملاً آخر ليغني نفسه عنهم وعن لجانهم المزعومة قالوا: المشايخ لم تعد تشبعهم المشيخة واضحوا يضاربون على الناس في أعمالهم
– إن انخرط في الجو السياسي وجعل يتحدث عن الواقع لكي لا يكون في واد والناس في واد آخر قالوا: يكفينا ذلك ، ألم يبق مواضيع أخرى ومشكلات اجتماعية لتُطرح؟! ألم يبق لنا من حديث إلا والثورة والسياس ؟!
– وإن تكلم عن المشكلات الاجتماعية وأحوال الأسر والبيوت قالوا: الشيخ متفضي ، نحن نتجرّع القصف والنزوح وهو لا حديث له إلا البيوت والأسر والزواج والطلاق ومشاكل الجيران
– وإن حثَّ الناس على الالتزام والرجوع إلى الله والفرار إليه قالوا: رجولتك علينا روح شوف الفصائل والقيادات الثورية ماذا صنعت وكيف نمت ثروتها على حسابنا وباعتنا بثمن بخس
– وإن سمع لهم وتكلم على الفصائل والقيادات قالوا: رجولتك على المنبر! اذهب إليهم وواجههم وجهاً لوجه
– فإن نزل عند رغبتهم وأراد ذلك قالوا: هذا ليس من شأنك أنت عليك أن تنصح من منبرك فقط
– إن التزم بالمسجد عاب عليه الشباب ذلك وقالوا: أأنت صنم في المحراب! أما لك عمل آخر! أما لك أهل تذهب إليهم! أما يوجد أماكن رباط تذهب إليها!
– وإن وسّع نطاق عمله الدعوي بغياب بعض الأوقات؛ أقام عليه جماعة المسجد القيامة ولم يقعدوها، كيف ترضى أن تأكل لقمتك حرام! كيف تترك المسجد وأنت مسؤول عنه، كيف … كيف … لاتنتهي
– إن أقام في المحرر غمزوه ولمزوه، لم يبق إلا من أجل السلة والراتب ووو،
– وإن ارتحل إلى تركيا قالوا: عند الجد يتركنا ويروح، لكان، ضبّط وضعه وتركنا
– وإن لبس لباس أنيقاً قالوا: نحن نحتار بربطة الخبز وهو كل يوم عباية شكل
– وإن لبس لباساً بسيطاً قالوا: يصعد على منبر رسول الله؛ ما يستطيع يشتري له عباية جديدة!
– إن رزقه الله مركوباً لا بأس به؛ فحديث مركوبه في كل مكان وعلى كل لسان، أنى لك هذا!
– وإن بقي على دراجته البسيطة عابوا عليه واتهموه: معقول ما يستطيع شراء سيارة! معقول ما يعرف حدا برا يبعث له ثمن سيارة!
– إن قبل الدعوة إلى طعامهم قالوا: شيخ سلتة يحب بطنه
– وإن رفض ذلك اتهموه بالتكبر
– إن قرر اعتزال المشيخة التقليدية قالوا له: مو حرام عليك تكتم هالعلم الذي بصدرك؟!، أما علمتنا أن من يكتم علماً سيلجم بلجام من نار؟!
عزاؤنا:
وما أحد من ألسن الناس سالم… (وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)