الحسد والبغضاء
الحسد والبغضاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، أما إني لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» حديث حسن أخرجه الترمذي
– – – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عن الزُّبير بنِ العوَّام رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “دَبَّ إلَيكم داءُ الأممِ قبلَكم: الحسدُ والبَغْضَاءُ، هي الحالقةُ، لا أقولُ تحلِقُ الشَّعرَ، ولكن تحلِقُ الدِّين”. حديث صحيح، رواه التِّرمِذي وأحمد.
المعنى: يحذِّرنا صلّى الله عليه وسلّم من داءَينِ خطيرين فتكا بالأممِ السّالفة، وهما التّحاسدُ والتّباغضُ، وقد جاءَ هذا التّحذيرُ بلفظٍ دقيقٍ وهو: “دبّ إليكم” أي سرى نحوكم خفيةً كدبيبِ النّمل فاحذروا.
وقد جاءَ التّحذيرُ من هذينِ الدّاءَين في العديد من الأحاديثِ النّبويّة،
والحسدُ: هو أن يتمنّى الإنسانُ زوالَ النّعمةِ عن أخيه وتحوُّلَها إليه، وهي صفةٌ مقيتةٌ من أبرزِ صفاتِ اليهودِ التي ذمّهم الله عليها في القرآن.
وأمّا البغضاءُ: فهي زوالُ الألفة وانقطاعُ المودّةِ بينَ المسلم وأخيه، وحلولُ التّنافرِ محلّ التّآخي والتّواصل.
ولأنّ الإسلامَ جاءَ بترسيخِ الأخوّةِ ومدِّ جسورِ التّوادِّ والتّعاطفِ والتّراحمِ بينَ أفرادِ المجتمعِ المسلم، وصفَ صلّى الله عليه وسلّم البغضاءَ بأنّها الحالقةُ التي تحلِقُ الدّين.
وصدقَ صلّى الله عليه وسلّم إذ إنّ البغضاءَ تقطّعُ أوصالَ المسلمين إربًا إربًا كما تقطّعُ الشّفرةُ الشّعرَ نُتفًا نُتَفًا، فترى المسلمَيْنَ المتباغِضَينَ يصليانِ جنبًا إلى جنبٍ، وبينَ قلبَيهما كما بينَ المشرقِ والمغرب.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: نبيّنا صلّى الله عليه وسلم لا ينطقُ عن الهوى، وواقعُنا يَنطبِقُ عليه هذا الحديثُ بلا شكّ.
فنحنُ اليومَ أزهدُ ما نكونُ بالأخوّةِ بينَنا وبينَ إخواننا المسلمينَ، ولأتفهِ الأسبابِ يتخلّى بعضُنا عن بعضٍ ويكرهُ بعضُنا بعضًا، حتّى على مستوى الأقاربِ والأرحام…
ولربّما لم يقتصر الأمرُ على مجرّدِ البُغضِ القلبِيّ، بل يتجاوزُه إلى السّعيِ في الإضرارِ وتمنّي الهلاكِ لمن نبغضُهم ولأسبابٍ هي أقلُّ من أن يختَلِفَ لأجلِها العُقلاء.
فهل عرفنا لماذا نحنُ اليومَ على هذا الحال من الانحدارِ والذِلّةِ لأعدائنا؟!
والأهمُّ: هل سنسعى لاستعادةِ الأخوّةِ والمحبّةِ للمسلمين عسى أن نستردَّ شيئًا من عزّتنا؟!