كتب د. #سامي_عامري:
“سألني أحد الإخوة عن رأيي في نتائج الانتخابات الرئاسية البارحة في #تونس ..
وجوابي:
هذا طريق لا يقود لإقامة الدين في الأرض، فإن عامة من انتخبوا قيس سعيّد لا يريدون أن ينتهي الأمر إلى الحكم بالشريعة وإنما همهم رفع الفساد وإصلاح الأوضاع الاقتصادية – وهو مطلب شرعي، لكنه ناقص –
وهذا “النصر” ينتهي إلى مزيد تآلف مع المنظومة العالمانية باعتبارها وعاءً للإصلاح، لا أنها خصم للدين..
ولا أشكك – مع ذلك – في أنّ انتخاب قيس سعيد أقل شرًا من انتخاب المتصهين القروي؛ إذ القروي ممثل لتيار فرنكفوني استئصالي شرس..
#قيس_سعيد – أستاذ القانون الدستوري – سيرسّخ حكم العالمانية الناعمة soft secularism التي لا تعتبر نفسها مرحلة وسيطة لحكم الشريعة وإنما هي بذاتها الحل – كما هو منهج المرزوقي – فإنّ سعيّد ممثّل للتيار “المحافظ” المخاصم للفجور الليبرالي، وليس أمر استعادة مرجعية الشرع في كل الأمر من مطالبه (وإن كان نظيف اليد، وله خصال أخرى يُرجى أن تكف يد اللصوص وعملاء الغرب)..
أقصى الآمال الآن أن تُفتح للدعوة مساحات (محترمة) للعمل والبيان، ويخف القمع، ويسمع الناس مطلب إقامة الدين كله (الدين بأصوله التي لم يختلف فيها أهل العلم منذ القرون الأولى، لا على فهم فصيل معين)..
القضية ليست انتصار قيس سعيد؛ فلن يكون هو الحل، وإنما القضية هي استغلال المرحلة الجديدة لإحياء العمل الدعوي من جديد بعد أن تم إجهاضه بعد الانتفاضة بسنتين..
هي مرحلة بيانٍ للحق، وتصحيح للمفاهيم، ورفع للشُبَه عن محكمات الدين بعد عقود التجفيف والتشويه، وإن كنت أتوقّع أنّ اللوبيات في الداخل و”السادة” في الخارج سيجتهدون لإحياء عادة الاغتيالات والتفجيرات كلّما ضاق عليهم الأمر؛ لاستبقاء حالة الرهاب عند الشعب من كل من يتحدث عن الإسلام والشريعة، وهم قوم سوء يستحلون كل جريمة لوأد كل فرصة لسجال فكري يُظهر الحق.. والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون”.