الشيخ حامد عسكر الصالح في سطور

حامد عسكر الصالح

ننعي لأنفسنا
ولمجاهدي الثورة السورية
وفاة ابن مدينة حمص البار
الشيخ حامد عسكر الصالح
(رحمه الله)

عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا))؛ متفق عليه.

 

– – – – – –

وكتبها من مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مُحب الشيخ وتلميذه محمد مَدوَر
(نقلناها بتصرف وزيادة يسيرة)

ولد الشيخ رحمه الله في مدينة حمص
بستينيات القرن الماضي
من أسرة من قبيلة الفواعرة
وفي بداية شبابه كان شابا عاديا
بعدها التزم في دروس الشيخ العلامة محمود جنيد -رحمه الله- وأصبح من تلامذة الشيخ المميزين بالإتقان والعلم الشرعي، ومن الشيخ محمود نهل علمه وفقهه فكان خير خلف لخير سلف
فكان الشيخ حامد من ثمار العلامة الشيخ محمود جنيد ولشدة تعلقه به سمّى ابنه الكبير على اسم الشيخ

#حياته_العلمية_والفقهية

كانت له دروس فقهية في جامع التقوى بحي الخالدية وكان يجلس في غرفة الإفتاء في الجامع النوري الكبير… وقد حاولت أجهزة الأمن في ذلك الوقت منعه من الجلوس بغرفة الإفتاء بحجة أنه لا يملك شهادة أكاديمية، ففتح الشيخ بجانب المسجد مكتبة سمّاها (مكتبة الأنصار) يجلس فيها ويفتي للناس وكان يعتبر مرجعية لجُل طلاب العلم في حمص

#عبادته_وتواضعه

كتب عنه محبه وتلميذه ياسر أبو ضياء:

“عليه سمت أهل العلم، وهيبة الدين، ولا يَخرج عن عُرف أهل العلم، وتظهر السنة في قوله وفعله ولباسه وجميع حاله، ويحرص على دعوة الناس وهدايتهم إلى ربهم، فهذا هدفه الذي يسعى إلى تحقيقه، ومن ثم يصبر على أذى الخلق، ولا يثنيه ما يجِد من أذية عن تبليغ شرع الله، ويصبر الناس، ويفتح لهم باب الفأل الحسن ولا يقنطهم… رحمك الله تعالى فضيلة الشيخ حامد الصالح” انتهى كلامه

كان الشيخ يصوم يوما ويفطر يوما وهو على ذلك الأمر من بداية شبابة أي من حوالي ثلاثين سنة.

يحج كل عام ويعتمر مرّتين، واحدة منها في العشر الأواخر من رمضان.

وكان يعتكف بالمسجد الحرام كل عام، ولا يتقاضى أية أجر مادي من الحج والعمرة..

دائم الذكر وقليل الكلام، صاحب همة عالية وقوية

يكره التصوير والتصدر بالمجالس ولباسه متواضع جدا

في أخر عمرة للشيخ كنت معه في مكة
وكان رمضان ودخلنا مكة في الظهيرة
كنا اربعة وقد انهكنا التعب صيام وعمرة ظهرا وقادمين من سفر
والله أن الشيخ كان أكبرنا سنا(وقدْرا ) لكنه كان بكامل نشاطه بيننا نحن الشباب
حتى أن أحد الاخوة أفطر من شدة التعب والحر

وكان الشيخ -رحمه الله- مواظبا على صلاة الجماعة ولا يحب السهر

#حياته_الاجتماعية

كان الشيخ رحمه الله محبوب من كل الناس على مختلف توجهاتهم والكل يأتي إليه ويسأله؛ مِن طلاب علم وتجار

وكان الشيخ وصفي المسدي بالتحديد يحب الشيخ حبا كثيرا ويعتبر من المقربين له بحمص

وكان الشيخ أشد الناس بُعدا عن التصوير والاجتماعات العامّة وحب الظهور ولا يملك أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي…

#الشيخ_حامد_في_الثورة

في أول الثورة أتى الشيخ للعمرة وكان باستطاعته البقاء وعُرض عليه ذلك ورفض

رجع إلى حمص وبقي فيها وكان يعتبر مرجعية لكل الفصائل والهيئات

كان أخوه أبو علي عسكر رحمه الله من أشجع وأقوى قادات حمص والكل يشهد بذلك

حوصرت حمص وانتقل إلى الوعر وتعرض لأكثر من عملية اغتيال والحمد لله أن الله نجّاه منها…

كان رئيس الهيئة الشرعية بحمص، واستشهد ولده يحيى على خط الجبهة بالوعر،ثم بعد ذلك لما هُجِّر الناس للشمال هاجر معهم للشمال المحرر من سوريا…

ورفض الخروج من سوريا وكان ذلك ميسرًا له، وكان يعرض عليه ذلك كثيرا ولكنه يرفض.

من المواقف التي أذكرها للشيخ وهي كثيرة
منها أنه كان قبل الثورة لا يُحب الدخول للجامع (المسمى زورا وبهتانا جامع حافظ الأسد) بحي الوعر بسبب اسمه…
والشيخ كان لا يحب ولا يداهن هذا النظام المجرم من قبل الثورة

عام ٢٠٠٧ تقريبا زار وفد كوري نصراني مدينة حمص وزار الكنائس فيها ووزع المناشير وأقام الحفلات وجمع الشباب بحجة ذلك…

اذكر وقتها انا الشيخ انزعج وتأثر كثيرا من أعمالهم، فقد كان لا يغضب الا لله، ولا يغضب لنفسه

وهناك مواقف كثيرة لايسعني ذكرها

تعرّض الشيخ للتخوين من أناس كنا نحسبهم من الصالحين، لكنه كان يقول غدا نلقاهم عند اعدل الحاكمين

ومع هذا الكلام الذي ذكرته لا نقول إن الشيخ لا يخطئ، فكلنا نخطئ ونصيب…

#آخر_حياته

قدم الشيخ السنة الماضية لحج ١٤٤٠ بعد انقطاع دام عشر سنوات بسبب الثورة، وكأنها حجة الوداع للشيخ فقد كان متعلقا بمكة والمدينة…

وبعدها بفترة كانت تأتيه حالات رجفان وتعب شديد، مع أنه كان لا يشكو من أية أمراض كان آخرها منذ أسبوع دخل ثم الشيخ بغيبوبة توفي بسببها فجر اليوم ٦/١٠/٢٠١٩م في مدينة الباب المحررة شمال سوريا….

اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرًا منها ولا حول ولا قوة إلا بالله

هذا ما ذكرته عن شيخنا بعد انقطاع عنه لأكثر من عشر سنوات إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *