لقد بدأ التنظير في إدلب لخطاب سياسي جديد لا يدعي وجود الخلافة ووجوب الطاعة لها كما فعل تنظيم الدولة! بل يدعي وجوب السمع والطاعة لسلطة الأمر الواقع -قبل اختيار الشعب لنظامه السياسي- بخطاب جهادي مصلحي يروج للخطاب “السلطاني” بكل أدبياته “السعودية” بما فيها وجوب السمع والطاعة لولي الأمر المعدوم!
وعدم وجوب أخذ الأمير المتغلب برأي مجلس الشورى المزعوم! فالشورى مستحبة وغير ملزمة!
فإذا الشعوب العربية التي ثارت على الطغيان السياسي في دولها الوظيفية يراد إعادتها إلى الباب الذي خرجت منه عبر القوى الجهادية وباسم الإسلام والسنة!
وإذا عبارة “كونوا كأصحاب أبي بكر وعمر؛ نكن لكم كأبي بكر وعمر” -التي قطع بها بنو أمية الطريق على من يدعوهم إلى رد الأمر للأمة شورى- تعود من جديد لتبرير نظرية التغلب ولتقوم على أساس جرف هار وهو: بما أن عمر الفاروق هو الباب بين الأمة والفتنة + وبما أنه قد كسر ولا يمكن أن يكون هناك كعمر وأصحابه إلى يوم القيامة = فإن استنساخ عدل عمر مستحيل، وحرث في البحر، والفتنة قدر لا حيلة للأمة في دفعها، وإنما الواجب تحقيق ما أمكن من العدل، فالمطلوب جنس العدل العمري لا العدل العمري نفسه!