بقلم: عبدالله بن أحمد الحويل
• الإلقاءُ فنٌّ من فنونِ (العظماء)
والخطابةُ حـِرفةٌ من حِــرَفِ (النجباء)
• لأنه من صناعةِ (الكلمة)
و شواهد التاريخ ووقائع الحاضر علمتنا أن أخطر صناعة وأكثرها تأثيراً في الناس هي صناعة (الكلمة) وهندسة (الكلام)!!
• وقلّما ترى قائداً عظيماً أو نجماً اجتماعياً أو مفكراً لامعاً إلا وتجد أن (الإلقاء) و(الخطابة) جزء من مهاراته وضرب من إبداعاته.
وقد كثرتْ الدوراتُ التدريبية في تعليم قوانينه، وتنوعتْ الكتبُ المصنفة في شرح أساليبه
• وخلاصتها الجامعة لتفاريق مضامينها أن ندرك أن المتحدثَ المؤثر لابد أن يجمع ثلاثَ مهارات
(مهارة الإلقاء – ومهارة الفصاحة – ومهارة الطلاقة)
وكل مهارة لها وسائل وآلياتٌ تُكتسب من خلالها
##أولاً/ مهارةُ الإلقاء
وعمادها أربعةُ أسس
1_ثقةٌ راسخةٌ
2_وإعدادٌ واسع
3_وإتقانُ وسائل جذب الانتباه
4_واختصارٌ ذكي
• فإذا أردتَ الانطلاق في عالمِ الإلقاء الساحر =فابدأ بزرع الثقة في نفسك وتمكين الاطمئنان إلى قدراتك
( فمن كان متردداً خائفاً =كان إلقاؤه ضعيفا مهلهلاً)
• ثم بعدها يأتي التحضيرُ الواسع والقاعدة فيه أن( كل ساعة إلقاء تحتاج 10ساعات تحضير)
وعلى هذا فـ(قسْ)
• ثم أتقنْ وسائلَ الجذب، وطرقَ لفت الانتباه والعمدة في ذلك على (القصص والحكايات – ضرب الأمثال – الدراسات والإحصائيات-معرفة فن الوقفات والسكتات-براعة الاستهلال وروعة الختام-استخدام السؤال-تغيير نبرات الصوت تفاعلاً مع المحتوى)
• وآخر قوانينه أن تتمكن من الاختصار الذكي وهو (أن تقف والناس تقول ليته أكمل) و (الاستمرار ما استمر رمق الناس لك بأبصارهم)
والدراسات الحديثة تبين أن( أكثر الملقين تأثيراً هو أكثرهم اختصاراً وتركيزاً)!!
## ثانياً / مهارةُ الفصاحة
وتُـكْتسبُ بكثرة القراءة بصوتٍ مسموع في كتب البلغاء، ومصنفات الأدباء كمؤلفاتِ الجاحظ وأبي حيان التوحيدي ومقامات الحريري والعقد الفريد ومن المعاصرين عليك بكتب الطنطاوي والمنفلوطي والزيات وأحمد شاكر والطناحي والعقاد
•وكانتْ طريقتي أنني أقرأ في هذه الكتب بصوتٍ مرتفعٍ ومعي دفترٌ لتقييد العبارات الرائقة، والتراكيب البديعة، والتشبيهات البليغة، والأمثال المستحسنة، ثم أكثر من ترداد ماقيدته، وأركضُ لساني بتكرار ماكتبته فاستفدتُ فائدةً عظيمة، واكتسبتُ أساليبَ فصيحة
## ثالثاً / مهارةُ الطلاقة
وهذه لا تتأتى إلا بكثرة المزاولات، وتكرار المحاولات
• وقد كانتْ لي طريقةٌ استفدتها من أحد أساتذتي الكرام وهي أن أكتبَ عشراتِ الموضوعات العشوائية في ورقةٍ وأحضر ساعةً مؤقتة تنازلياً واضبطها على ثلاث دقائق ثم اختار موضوعاً وأبدأ في الحديث عنه بشكل متواصل ودون توقف بأي كلمة أو عبارة تخطر ببالي فلا يهم صحة المعلومة المهم استمرار تدفق الكلام..وأكرر ذلك مع موضوع آخر وهكذا دواليك لمدة ربع ساعة يومياً
ووجدتُ هذا التمرين من أقوى الأساليب التي تكسبُ الطلاقة، وتعوّدُ على انهمار الكلماتِ والتراكيب دون تلعثم
• وبعد
فهذه خلاصةٌ مقتضبةٌ جداً كتبتها من وحي مطالعاتي وتجاربي تفيدُ المبتدئين، وتنيرُ الطريقَ للسالكين.