✍️ حسين عبد الرازق
وأعرف من كان من طلبة العلم لا ينقصه ذكاء ولا همّة، ويقضي عشر ساعات على الكتاب يوميا (على الأقل)، ويحضر لكبار المشايخ، و هو في صحبة أفاضل، و عنده مكتبة كبيرة…
#هو الآن يتقلّب في الفتن!!
لم يغب عني (وقت التزامه و طلبه للعلم) أنّه قريبٌ جدا من الفتنة
و كنت أعلمُ من أين يُؤتى، وكم حذّرته ودعوت له، ولازلت..
#والخصلة التي أظنّه أُتِي منها أنه:
لم يكن يعتني بتزكية النفس ولا يجاهد نفسه على الطاعة (حتى في مواسم الخير كرمضان وعشر ذي الحجة…)
لم يكن يفكّر سوى في المعلومة الجديدة لا سيّما إن كانت غريبة أو غير مألوفة!!
كلمّا كان يزيد معرفة و علما = كان يزداد سخرية وانتقاصا مِن :
-واعظٍ بسيط يلقي كلمة
-أو خطيب جمعة يَلحن في اللغة
– أو إمام يُذكّر الناس بحديث ضعيف…
#والفرق معلوم بين بيان الغلط والنصح، وبين السخرية…
لم أر شيئا حسنا ازداد عنده بعد علم.
و لم أر خُلقا سيئا غاب عنه بعد علم.
#لا أقطع بأني مصيب في تحليل تلك الظاهرة، لكنها تكررت أمامي كثيرا والنتيجة واحدة = مفتون في دينه.
#هذا الطريق (طلب العلم) إن لم يصحبه مجاهدة في تزكية النفس وتنقية القلب ومسارعة في الخيرات واغتنام لمواسم الخير، ومتابعة السيئة بالحسنة = كان ضرّه أكثر من نفعه بكثير
بل يتحول العلم إلى سيفٍ يَقتلُ صاحبه…
اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك، لا تُزغ قلوبنا
إنّا لما أنزلت إلينا من خيرٍ فقراء
ضللنا إن لم تهدنا