✍️ الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل
☝️ لقد أدى التضخم السياسي للحركات الإسلامية إلى انعدام التوازن بين العمل السياسي، وبين تزكية النفوس وإصلاح الإنسان، وكان من أعظم مظاهر هذا الانحراف هو تحول نظرة عامة المسلمين إلى قضايا ” الأخلاق” باعتبارها موضوعًا طفوليًا تعلمه المدرسة للأطفال، أو باعتباره قضية الذين اختاروا الهروب من المعارك الكبرى مع أعدء الأمة!
◾️وسبب ذلك الانحراف – فيما نعتقد – أمران:
أولا: عدم فهم معاني الأخلاق باعتبارها أركان للشخصية الإنسانية، فكل خلق أمر به الإسلام، هو ركيزة في شخصية الإنسان، والإنسان هو اللبنة الأولى لبناء الأمم والمجتمعات والحضارات.
ثانيًا: عدم فهم الآثار المباشرة لأخلاق البشر – حسنها وسيئها – في العمل والحركة، وكيف تؤثر بشدة على كل تفصيلة من تفاصيل أي عمل جماعي، حتى ترفعه أو تسقطه!
◾️ أيها الشباب الكريم إن كنتم تظنون حقًا أن هذه الأخلاق لم تؤثر في انتكاسة ثوراتكم وتفتت تياراتكم وجماعاتكم حتى ماعدتم قادرين على جمع شخصين اثنين على رأي واحد؛ فراجعوا فهمكم لأبجديات الإسلام والسنة النبوية.
◾️ إن أي فراغ سياسي قد تحدثه هبّات الشعوب ببطولاتها وتضحياتها معرض للضياع، مابقي يقود تلك الهبات “إنسان السوق” و”إنسان الحداثة” و”إنسان الفراعنة” و”إنسان الاستبداد” .. وهو تقريبًا كل واحد فينا إلا من رحم الله.
فاستثمروا بكل جهد من الآن في إنسانكم، وفي أخلاقكم، وفي أخلاق أبنائكم، حتى تحقن غدا كثيرا من الدماء.