إعلام النظام يتحدث عن آلاف الطلاب من مدينة إدلب ذهبوا إلى مناطق سيطرة النظام ليقدموا امتحانات التعليم الأساسي والثانوي…
طبعا وعلى علمي هناك المئات بل الآلاف من باقي الأرياف المحررة فعلوا نفس الشيء… فقط من إحدى نواحي قرى ريف حلب المحرر أخبرني والد أحد الطلاب أن ولده ذهب مع معلميه في قافلة ضمَّت أكثر من عشرين ميكرو باص خرج فيها الطلاب ومعلموهم لتقديم الامتحانات في حلب النظام…
لن أتحدث عمّن ذهب لهناك فهذا شأنه…
ولكن لو أردنا أن نتفكر في سبب زيادة إقبال الناس على ذلك فسنجد:
انسداد الأفق وضبابية المشهد، وتحميل ملف التعليم والجامعات في المناطق المحررة الخلافات الفصائلية، وانعكاس ذلك مَضرَّة على طلاب الجامعات الحرة الذين كانوا صابرين يتعلمون لخدمة المُحرَّر في المستقبل؛ لأن لا أحد خارج المحرر يعترف بشهاداتهم وبسنين دراستهم أصلا…
أضف إلى دوافع الناس لذلك: ما يرونه من الفرق الكبير في التعامل وفرص الوظائف بين الشباب الثائر الذي قد يكون بحكم المتخرج (بقي له بضعة مواد ليتخرج يوم قامت الثورة) وبين الشبيحة والمؤيدين الذي يسيطرون على الفرص الكبرى والمناصب الأعلى والرواتب الأكبر في المنظمات والمؤسسات في سوريا المحررة (وفي تركيا أكثر)…
ومع ذلك إن تجاهلت كل ما سبق، بأسى….
ولكني لن أستطيع تجاهل ما أثار حفيظتي بشدة، وأشعرني بمرارة طعم الخيانة..
ففي زمن يبذل فيه الشباب دماءهم رخيصة دفاعا عن مناطقنا المحررة وقيَمِنا وديننا… نجد عشرات بل مئات المعاهد في المحرر تُدرِّس علنًا منهاج النظام الأسدي بما فيها مادة التربية القومية… وينسّق معلمون ومدراء لطلاب المحرر مع سلطات النظام… بعلمٍ كامل من الذين سيطروا على ثورتنا ومناطقنا المحررة… في حالة تجعل العاقل يضع عشرات إشارات الاستفهام والتعجُّب…
هزُلَت!!!