بقلم: المحامي ادوار حشوة
كل حكم عسكري لا ينجح إلا إذا كان مسبوقا بشروط وتنازلات خارجية
وفِي الشرق الأوسط من الشروط ما هو
– إسرائيلي
– وما هو نفطي
– وما هو متعلق بالحرب الباردة وصراع الدول.
انقلاب حسني الزعيم
وقع اتفاقية التابلين لمرور النفط السعودي عبر سوريا الى ميناء الزهراني في لبنان ووقع اتفاقية الهدنة مع اسرائيل وسلم بموجبها مستعمرة مشمار هايردن !
انقلاب الشيشكلي
أوقف مشروع تولي الأمير عبد الإله ملكا وسلم إسرائيل منطقة الحولة (التي كانت منطقة مجردة من السلاح) إلى إسرائيل التي حولتها لأعظم منطقة صناعية.
انقلاب مصطفى حمدون وفيصل الأتاسي
كانت شروطه داخلية هي تنفيذ مقررات تجمع كافة الأحزاب في بيت هاشم الأتاسي بحمص وهي إعادة دستور الخمسين
وعودة الديمقراطية وعودة العسكر الى الثكنات.!
انقلاب الوحدة على الديمقراطية
قام به عشرة ضباط سلموا سوريا لمصر تحت شروط وهي حل الأحزاب والبرلمان ومعاداة الشيوعية وتسريح الضباط وضبط دور سوريا في الصراع مع إسرائيل (والمعادي للسلام) عن طريق مصر!
انقلاب الانفصال
كان مدعوما خارجيا من الأردن وأمريكا ومهمته فصل الوحدة وإضعاف دور مصر في المنطقة وتم تحت ستار عودة الديمقراطية وإعادة دستور الخمسين
انقلاب ٨ آذار ١٩٦٣
كان المطلوب منه إلغاء دستور الخمسين وإلغاء البرلمان وحل الأحزاب تحت ستار عودة الوحدة والحقيقة إعادة الحكم العسكري لسوريا والمحافظة على الانفصال!
وفي النتيجة تم تسليم الجولان بعد تمثيلية حرب ١٩٦٧ !
الجولان ومرتفعات الحدود المنيعة والتي كانت تشبه خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية جرى الانسحاب الكيفي منها بأمر من حافظ الأسد وزير الدفاع قبل دخول وسيطرة القوات الإسرائيلية عليها ولَم يجد الصهاينة في القنيطرة غير أربعة بيوت مدنية تركوها آمنة وكان ذلك ثمنا لحكم الأسد منفردا!
القرار ٢٤٢ الصادر عن مجلس الأمن
اعتبر سيطرة الصهاينة على الجولان أرضا محتلة ومجلس الأمن أصدر عدة قرارات ضد ضم الجولان.
الأميركيون أيام كلينتون
سلموا الأسد وديعة رابين مقابل السلام الكامل التي يبدي فيها استعداد إسرائيل إعادة الجولان على أن يكون منطقة منزوعة السلاح وتحت رقابة دولية ويومها قيل أن الأسد رفض عرض السلام متذرعا بعدة أمتار تفصل المنطقة عن بحيرة طبريا!
يومها قدم الأسد بديلا عن السلام المطلوب هو السلام الواقعي يحقق السلام (بدون اتفاقية) يتولى بموجبها الأسد حماية الحدود مع إسرائيل من عمليات سواء من سورين أو فلسطينين واستمر ذلك لمدة أربعين عاما وكان ذلك وراء تمسك إسرائيل بالأسد الابن أيضا!
عندما زار بشار الأسد طهران والتقى الخامنئي
عقد هناك إتفاقية سلم بموجبها ميناء اللاذقية لإيران وسمح بقواعد عسكرية ومطارات ونسق مع الإيرانين على تصعيد عسكري من أهدافه فتح الطريق لخط طهران العراق البوكمال فحمص إلى الساحل السوري وحشد الألوف في القائم للحرب ضد الأميركان.
الروس أحرجهتهم الزيارة وما تم فيها
فأرسلوا وزير خارجيتهم إلى الخليج لإعادة العلاقات مع دوله التي انهارت بسبب دعم الروس للنظام وكانت احتجاجا .!
إعلان ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان
الاميركيون على لسان ترامب الذي أعلن بانه سيعترف باستيلاء إسرائيل على الجولان خلافا للسياسة الأميركية بأنها أرض محتلة، وهذا يعني أن إتفاقية كيسنجر مع الأسد على السلام الواقعي وحماية الحدود وبقاء النظام قد انتهت وأنه إذا كان الأسد يريد اقتطاع أجزاء من سورية لإيران وتمكينهم من وجود مستقر فيها حتى البحر فإن الرد الأميركي هو اقتطاع الجولان متذرعين بأن ذلك ضروري لأمن إسرائيل بعد استقدام الأسد للقوات الإيرانية والتحالف معها وما في حدا احسن من حدا.
في هذه الرسالة الأميركية الأخيرة رد مضمر بأن اتفاقية حماية الحدود وبقاء النظام والتي انجزها كيسنجر مع الأسد بموافقة إسرائيل صارت من الماضي!
بالمناسبة هذه الاتفاقية هي نسخة من تفاهم نيسان مع حزب الله الذي أنجزته فرنسا مع حزب الله (بقاء الحزب وحمايته للحدود اللبنانية مع إسرائيل)!
فهل هي الحرب قادمة الى الشرق الأوسط؟
هذا هو السؤال