مقالات مختارة

الحرب الشمسية والقمرية أي الفريقين أقوى؟

مقالات - الحرب الشمسية والقمرية

بقلم: جعفر الصادق طحان

الفريق المحبوس إلى الابتكار:

إنّ المراقب البسيط يلاحظ القفزات التكنولوجية الهائلة التي تحدث خلال بضع سنين, وتطور الأسلحة ودخول الروبوتات إلى المعارك, وخلف كل روبوت تقف مؤسسات ضخمة الإمكانيات تحبس فرقا من العلماء والخبراء عن الجدال النظري والتفلسف العقيم وتحصر جهدهم وعبقريتهم في تطوير التكنولوجيا وتخلّي بينهم وبين الابتكار, ذلك الروبوت الآلي يدخل المعارك وهو مغطى بالشرعية ومؤيد بالقانون.

الفريق المحبوس عن الابتكار:

أما السجناء في المناطق المتخلفة, الذين تم عزلهم عن السفر والحياة والبحث, وتفريغهم للجدال والتفلسف, مع  إخضاعهم لبرامج الضغط النفسي والجسدي, وتطبيق كل أنواع الظلم عليهم, فهؤلاء إن أتيح لهم دخول الحروب وهم مطاردون من قانون المسيطر وشرعيته, فسيدخلونها بعيدا عن الضوء  وهم متخمون جدا من الجدل وفقيرون جدا بالإمكانات, مما يجعلهم فيما بعد شرهين للامكانات التي هي نقطة ضعفهم, فيوظفون الجدال ويخلطونه بالثقافة والأعراف لتوجيه المتعاطفين معهم نحو صيد الإمكانات وجلبها لهم.

 

الجبهة الشمسية والجبهة القمرية

ومع وجود هؤلاء وهؤلاء  قونن الانسان حياته ونظمها بالقوانين, حتى الحرب وضع لها القوانين وعقد الاتفاقيات لتطبيقها, وسعيا للسلم مع تطور الأسلحة المدمرة والفتاكة, تزداد  وتكثرالقوانين الصارمة التي يظن الانسان أنها تمنع الحرب أو تحول دون وقوعها, ولكن الانسان هو نفسه بطمعه وجهوليته وغريزته, وهذا يعني أن الأسباب المولدة للحروب ستبقى, فالحرب قدَرٌ لا مفر منه وسنة مستمرة والله أعلم, فلماذا كل تلك القوانين؟ ولم كل تلك الاتفاقيات والأنظمة؟

 

أرى أنه للحرب جبهتين: جبهة شمسية وأخرى قمريَّة:

جبهة شمسية:

  • تتمتع بالمشروعية .
  • وتتصف بالقانونية .
  • وتتم فيها الحروب بشكل معلن .
  • وظاهرة الأدوات وخفية التكتيك .
  • و لكل طرف مؤيدين وحلفاء .
  • قاداتها ظاهرون معروفون ويتمتعون بالقبول والتأييد الشعبي.

ولكن كل القوانين التي يراد منها منع الحروب, وكل أسلحة الردع والتدمير الشامل, ستعيق اندلاع الحروب الشمسية لتزيد الفرصة لصالح الحروب القمرية التي تنشب في الظلام وتحت الغلس, لتختلط بها الأسهم والرماح والعدو المفترس والصديق المختلس, فالجميع يكون في حل من القيود والقوانين التي صكها ووقع عليها ضمن الحرب الشمسية.

فالقوانين بالنهاية قيود ملزمة والتخلص منها يعني انقلاب على الذات ودخول في الفوضى المطلقة, والحل هو قيود في النهار وفوضى تحت الغلس, لذلك ستقوم الخفافيش بعقد الاتفاقيات وسن القوانين التي تمنع الحرب الشمسية, لأنها تمتلك أدوات وامكانيات وخبرات تجعلها الأقدر على الاستفادة من التكتيك تحت الغلس, فلا يحاربون علنا  إلا من وراء التحصينات الشرعية والقانونية.

وكلما تعددت الأطراف وتنوعت وتضاربت المصالح للأطراف المتصارعة كلما تشابكت القوانين وتعقدت وذلك يدفع باتجاه حرب الغلس ويزيد سعارها، لذلك سيسعون لإنشاء الغلس هروبا من القوانين ومن قواعد الصراع التي نظموها وعقدوا عليها المواثيق.

وغلَسُ الحرب: هو لفيف من المجاهيل التائهة وقليل من الشوارد الموجهة يتم تحميلهم شيفرات

الانقلاب على القواعد الشمسية, ليدور الصراع القمري حيث تغيب الشرعية والقانونية, وتلك البيئة يستفيد منها الفريق الأقوى أكثر مما يبذل, ويبذل فيها الفريق الأضعف أكثر مما يستفيد.

هذا والله أعلم

0

تقييم المستخدمون: 2.22 ( 8 أصوات)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى