تهادوا تحابوا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا» حديث حسن، الأدب المفرد للبخاري، السنن الكبرى للبيهقي
– – – – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابُّوا». حديث حسن، رواه البخاري في الأدب المفرد، والبيهقي في السنن الكبرى
المعنى: هذا أيضاً سببٌ من الأسبابِ المغذّيةِ للمحبّة بينَ المسلمين، فالهديّةُ تفتح أبوابِ القلوبِ، وتُزيلُ الوحشةَ، وتزرعُ الوُدّ، وتنهي القطيعةَ.
والواقعُ يشهدُ أنّه لا يُهدي إليكَ بلا مقابلٍ إلّا من يحبُّكَ، وأنّ من أهدى إليكَ شيئاً تزدادُ مكانتُهُ في نفسِكَ، وتعظمُ محبّتُه في قلبِكَ، ولقد كانَ نبيّنا صلى الله عليه وسلم يقبلُ الهديّةَ ويُثيبُ عليها كما ذكرت أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
ولا يُشترطُ في الهديّةِ أن تكونَ شيئاً ثميناً ولا أن تكونَ متاعاً جديداً، بل هي بحسب رغبةِ المُهدي وفي حدودِ استطاعتِهِ، وعلى المُهدَى له أن يقبلَ ذلكَ بنفسٍ رَضيّةٍ فالعِبرةُ بالدّافعِ على الهديةِ لا بحجمِها ولا بقيمتها، وقدوتُنا في هذا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم إذ يقول: “ولو أُهديَ إليَّ ذراعٌ أو كُراعٌ لقبِلتُ”. والكراعُ: ما أسفلَ من الرّكبة من قوائم الشّاة، ويقول أيضاً صلّى الله عليه وسلّم “يا نِساءَ المُسْلِماتِ، لا تَحْقِرَنَّ جارَةٌ لِجارَتِها، ولو فِرْسِنَ شاةٍ” والفِرسِن: هو ما يكون في ظِلفِ الشاة من لحمٍ قليل.
فالأمرُ في الهديّةٍ معنويٌّ أكثر ممّا هو مادّيّ، والغايةُ منها إغناءُ القلوبِ، وليس إغناءَ الجيوب.
طريقةُ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: لقد فقدَت الهديّةُ بريقَها ووظيفتَها في حياتنا، حينَ جعلناها دَيناً ووفاءً، وتحوّلت إلى مصدرِ بغضاءَ وكراهيةٍ بعدما كانت وسيلةَ حُبٍّ ومودّة، فلنعُد بالهدايا إلى سابقِ عهدها وبساطتِها، ولا نجعلْ الهدايا حِكراً على المناسبات، فإنّ أجملَ الهدايا أثراً هو ما جاءَ عفوَ الخاطرِ من غيرِ مناسبةٍ، ولم يكن من أهديَ إليه ملزماً بردِّ المثلِ وأكثر، ولو كان ذلك شيئاً يسيراً كزجاجة عطرٍ أو قصاصةِ وردٍ أو جورَبٍ أو قطعةِ حلوى.