إلى من خرج ينادي لبيك لبيك يا الله…
إلى من قال للظالم يا ظالم…
إلى من وقف مرابطاً مجاهدا محتسبا عمله في سبيل الله…
إلى من يبحث عن مفاتيح الإيمان والنصر…
قال تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا، وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ، وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) .
1- الثبات عند لقاء العدو.
2- الاتصال بالله بالذكر.
3- الطاعة لله ولرسوله.
4- تجنب النزاع والشقاق.
5- الصبر على تكاليف المعركة.
6- الحذر من البطر والرياء والبغي والصد عن سبيل الله
1- الثبات عند لقاء العدو:
هو بدء الطريق إلى النصر. فأثبت الفريقين أغلبهما. وما يُدرِي الذين آمنوا أن عدوهم يعاني أشد مما يعانون وأنه يألم كما يألمون، ولكنه لا يرجو من الله ما يرجون فلا مدد له من رجاء في الله يثبت أقدامه وقلبه
فعدوهم لا يريد إلا الحياة الدنيا وهو حريص عليها تلك الحياة التي لا أمل له وراءها ولا حياة له بعدها، ولا حياة له سواها؟!
2-ذكر الله كثيراً:
وهذا يشمل الدعاء والأذكار عند لقاء الأعداء أنصار الباطل في ميدان المواجهة سواء في التظاهر أوفي المواجهة العسكرية المباشرة أو فيما سوى ذلك
فالتوجه الدائم إلى الله الذي إن استقر في قلوب العصبة المؤمنة وصل إلى غاية المراد منه وهي القرب من الله واشتداد العزيمة بالثقة به .
فهاهم سحرة فرعون عندما استسلمت قلوبهم للإيمان فجأة، واستشرس الطاغي بكفره واستكباره، قالوا: (وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا. رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ) .
وها هو طالوت وجنوه القلة لما برزوا للطاغية جلوت: ( قالُوا: رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ) ..
وهذا وصف القرآن للفئات المؤمنة على محك التمييز في معارك المواجهة: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ، فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا، وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا، وَثَبِّتْ أَقْدامَنا، وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).
فذكر الله عند لقاء العدو هو دليل الاتصال القوي والتعلق المتين بالله الذي ينصر الله به أولياءه… وليعلم الجميع أنّ مجاهدينا ما خرجوا إلا لإعلاء كلمة الله فمعركتنا له وحده لا قومية ولا عصبية ولا جاهلية.
3- طاعة الله ورسوله:
إن كان مبتغانا هو الله فينبغي أن يكون منهجنا شرع الله فنحن خرجنا في سبيله وابتغاء مرضاته وهو لا يقبل جهاداً في سبيله إلا إذا كان وفق شرعه ومنهاجه وهذا دليل الإخلاص والإيمان والصدق.
4- تجنب النزاع والشقاق:
إذا كان منهجنا وحكمنا شرع الله انعدمت أسباب النزاع أمَّا حين يكون الهوى المطاع هو الذي يوجه الآراء والأفكار حينها يقع الشقاق والخلاف لذا فلا بد من طاعة القيادة العليا (الله تعالى)، التي تنبثق منها طاعة الأمير الذي يقود وفقها، وهي طاعة قلبية عميقة لا تشبه الطاعة التنظيمية الشكلية في الجيوش التي لا تجاهد لله، ولا يقوم ولاؤها لقيادتها على ولائها لله أصلاً (وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) … والفرق شاسع والمسافة كبيرة كبيرة.
5- الصبر على تكاليف المعركة:
صبر على هوى النفس وصبر على لظى المواجهة فإن الله مع الصابرين. (وَاصْبِرُوا، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ..
6- الحذر من البطر والرئاء والبغي والصد عن سبيل الله:
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) ..
فإن خرجت لغير الله كان جزاؤك ما تبتغي من غير الله فإخلاص النية واجب وشرط لثبوت الأجر عند الله وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال:( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله والى رسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
أما أحاديث ذم الرياء وبينت أنه من أهم مبطلات الأعمال أكثر من أن تعد فلتكافئ الليبرالي والشيوعي ووو… جماعاتهم بجنات النعيم إن قدَروا (وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) لا يفوته منهم شيء، ولا يعجزه من قوتهم شيء، وهو محيط بهم وبما يعملون
أما نحن المسلمون المؤمنون فيقيننا على الله تعالى نستهدي بكلامه ونسترشد بقرآنه قال تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
(والحمد لله رب العالمين).