⚠️أيها المسلم : لا عذر في الإكراه على القتل.
وتتوالى الأنباء من مملكة الخوف الروسية – الإيرانية – الأسدية ، حيث يساق شباب سورية مقرنين بالسلاسل والأصفاد أفواجا إلى معمودية الجريمة ليطوعوّا إذلالا، ثم ليَقتُلوا فيكونوا شركاء في الجريمة تحمل ضمائرهم وزرها مدى حياتهم، أو يُقتَلوا فيتخلص عدوهم الأصلي “الروسي – الصفوي – الأسدي ” منهم، ويزداد المجتمع المأمول تجانسا بمفاهيم الأعداء الثلاثة المتصلة المنفصلة على قاعدة ” الأواني المستطرقة ”
لا بد أنها تشعرك بالهوان صورة الشباب السوري يُصطادون على الحواجز، ويُقرَّنون بالأصفاد، ليُساقوا إلى المجزرة الأسدية وليكونوا جنودا في حرب تدار عليهم وعلى أهلهم وعلى أعراضهم في صيغة تذكرك بقول معروف الرصافي من قبل:
وأعجب من ذا أنهم يرهبونها…
وأموالها منهم ومنهم جنودها
وأكثر هذا الشباب السوري الجميل هو من أبناء المناطق التي استعاد المجرمون بطبقاتهم الثلاث السيطرة عليها، أكثرهم من أبناء حوران والغوطتين وحمص وحلب حيث يتم في محاضن الجيش الطائفي إعادة التدجين، وكسر العنفوان والإذلال، ومن أبى لن يخفى مصيره على أحد.
يفضح الحدث بأبعاده السياسية سر إلحاح بوتين على إعادة اللاجئين السوريين تحت القبضة الأسدية ليكونوا أدوات في استئناف الحرب على سورية أرضا وشعبا. كما يؤكد الحدث أنه لم يتبق الكثير من المؤسسة التي كان يطلق عليها “الجيش العربي السوري” والتي كانت تعتد بنصف مليون إنسان. ففي بضع سنين دمر الأسد وشركاؤه المحتلون بنية هذه المؤسسة، وأتوا حتى على قشرتها الوطنية الرقيقة، فإذا هي مؤسسة طائفية كالحة امتهنت على مدى ثماني سنوات القتل والسلب والنهب.
وإن الحدث بدلالته الإنسانية والوطنية والسياسية والاجتماعية في هذا الظرف الحرج من تاريخ سوريتنا الثائرة الرافضة للظلم والاستبداد والفساد، سيكون له ما بعده في تعظيم حجم الكارثة الوطنية إنسانيا، وفي زيادة الشروخ بين أبناء المجتمع الواحد، وفي تكريس رحى الظلم تعرك أجساد السوريين عركا فتذر سورية قاعا صفصفا لروسي وإيراني ولحاقد طائفي.
وفي خضم هذا الواقع المشتبك القائم على محاصرة الشباب السوري الجميل بين اضطرارات وإكراهات كلها خطير وشرير وكالح لا بد من كلمة حق ونصح تعينهم على رؤية الواقع بكل أبعاده:
الرسالة الأولى إلى شباب سورية ورجالها …
إن كل التسويات والمصالحات والضمانات والتعهدات والوعود بحل سياسي ودستور جديد هو حديث خرافة؛ ومخض ماء، أو هو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه وجد عنده التنين والثعبان والذئب وابن آوى. سورية التي سيقودكم إليها ديمستورا وشركاه على المائدتين هي أشد استبدادا وظلمة وقسوة وفسادا من سورية نصف قرن مضى، سورية الاستبداد والفساد والرفيق الفريق إلى الأبد التي ثرتم عليها، فخرجتم وأنتم تنادون : الموت ولا المذلة …
الرسالة الثانية لشباب سورية على كل الأرض السورية:
هي أنه لا بديل عن الثورة إلا الثورة. الثورة بنبلها ورقيها ووطنيتها وقواعدها الأخلاقية، وقوانينها العلمية الموضوعية. لقد شَرِقنا في السنوات الماضية بريقنا وعرفنا عدونا من صديقنا. ولقد كان الثمن غاليا، وسيكون على ضمائرنا وعقولنا وقلوبنا أثقل وأبهظ إن لم نستفد من التجربة، ونعيد توظيفها في إطار ثورة عاقلة يقودها العقلاء كلٌ في ميدان اختصاصه.
فلا تهِنوا ولا تحزنوا ولا تركنوا ولا تستسلموا ولا تيأسوا ولا تنقادوا بل كونوا الجسر الذي تعبر عليه ” سوريتكم ” إلى غدها المأمول.
والرسالة الثالثة إلى الشباب السوري الجميل الذي يساق اليوم أرسالا إلى مساقات القتل والجريمة والاعتداء على الذات:
أنه في شريعة الإسلام الغراء ألا عذر لمكره على القتل. فلا إكراه على القتل في شريعة الإسلام. وحياتك في ميزان هذه الشريعة ليست أولى من حياة أخيك الذي ستُأمَر بقتله فتقتله، ستقتله أو ستعين على قتله تزعم بالاضطرار ، ولا عذر عند الله لمن يقتل الناس ولو بالاضطرار الصادق الحقيقي.
أيها الشاب السوري
لا تسول لك نفسك أنك لن تباشر القتل بنفسك أو بيدك أو ببارودتك ؛ فوالله لو كنت خياطا لثياب الظالمين فأنت منهم؛ ولست فقط من أعوانهم كما أفتى به الإمام أحمد بن حنبل.
أيها الشباب السوري المسلم لقد كان قدركم في هذا الجيل أن تتحملوا عبء غربة الإسلام، وتداعي الأمم على المسلمين، وفي شام رسولكم خاصة، فأروا الله من أنفسكم خيرا، كونوا مداميك لعروش الظالمين والقتلة والمستبدين الفاسدين ولا تكونوا مسامير في آلة القتل تطحن أهلكم وتدمر دياركم…
وأنتم يا رجال المعارضة السورية، وأنتم ياقادة العِلم والفقه والرأي والفكر، أنتم يا من تُمسِكون بناصية القرار وناصية الموقف وناصية الكلمة فيكفي كفى كفكفكفان …
يكفي ما كان منكم وعلى أيديكم وبسببكم وبيعوها لله أنفسا كريمة تأبى الذلة والهوان والتبعية والانصياع والاسترسال على طريق المخادعين.
ومن كان مع الله كان الله معه.
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا . ” وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم “