إكرام الضيف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير فيمن لا يضيف» حديث صحيح رواه أحمد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» متفق عليه
– – – – – – –
بقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: “مَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضَيفَه”. رواه مسلم.
المعنى: هذه من الوصايا الذّهبيّة من خيرِ البريّة لكسب الحياةِ الهنيّة. إكرام الضّيف من أحسنِ الأخلاقِ وأفضلِ الفِعال، وقد كان الناسُ منذ قديمِ الزمانِ وما زالوا يمدحونَ فاعلَهُ، ويعيبونَ على من قصّرَ فيه، ويتهمونه بالبخل.
ومن النادر أن نجدَ بينَ المسلمين من لا يُحِبُّ إكرامَ الضّيفِ، لا سيما في البلاد العربيّة، لكننا كثيرًا ما نجدُ من يسيءُ في ذلك فيسرِفُ ويبذّرُ في الإكرامِ، ويُباهي بذلكَ ويُتفاخرُ أمام النّاس ممّا يجعلُ الفقراءَ يشعرونَ بالحرجِ والأسى لأنهم غيرُ قادرينَ على مثل هذا.
وبعضُ الناسِ أساءَ فأدخل في إكرامِ الضيف ما لا يمكنُ أن يكونَ من الإكرام، بل هو ممّا يجلبُ الآثام، كتقديمِ السّجائر والنّرجيلة للضّيف، والامتناعِ عن نصحِ الضيفِ إن أساءَ ومجاراتِه في أحاديثِ الغيبةِ والنّميمة من باب أنّه لا يريدُ أن يُحرجَ ضيفَه!!
والبعضُ الآخرُ قد يُحجِمُ عن استقبالِ الضّيوف ويتهرّب من ذلكَ لفقرِه وخوفِه من أن يُعابَ عليه تقصيرُهُ في الإكرام، وهذا أمرٌ خاطئٌ فإكرامُ الضّيفِ لا يكونُ إلا بما هو مستطاعٌ، حتّى ولو كان بابتسامةٍ لطيفةٍ وكلمةِ ترحيبٍ أو شربةِ ماء. “فالبِرُّ شيءٌ هيّن.. وجهٌ بشوشٌ وكلامٌ ليّن”
والله تعالى لا يكلّفُ نفساً إلا ما آتاها، وكأسُ الماءِ الذي لا يجدُ الفقيرُ سواهُ ليكرمَ بهِ ضيفَه لوجهِ الله، أعظم عند الله من ذبيحةٍ عظيمةٍ لم تُقدّمْ للضّيفِ إلّا لينالَ صاحبُها السُّمعةَ وليصرفَ وجوهَ الناسِ إليه.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: هناك الكثير من الأمورِ التي جعلها الله فضائلَ ورتّبَ عليها الثوابَ، تحوّلت في حياتِنا إلى عاداتٍ أفسدناها بالكثير من التّصرّفاتِ الخاطئة، وهذا يحرمنا الأجر الذي وعد الله به… من ذلك إكرام الضيف، وحريٌّ بنا أن نرجع بهذا الأمر إلى نصابِهِ فنكرمَ الضيف من غير سرفٍ وتبذير، ولا إمساكٍ وتقتير، ومن غير عصيانٍ ومخالفات، مع احتساب الأجر على الله تعالى.