رسالة إلى المصلحين والمُصلِحات من شباب أمة الإسلام عُموما، وإلى من هم في المناطق المحررة من سوريا خصوصا، وقد بدأت مرحلة التسجيل في الجامعات.
في الحقيقة لفت نظري إقبال كثيرٍ من شباب جيل التغيير -ممن أخذ البكلوريا مؤخرا أو مِمّن يمارس التعليم- على التسجيل في الكليات المختصة بدراسة الشريعة الإسلامية.
كثيرٌ من أولئك الشباب المجاهد المعوَّلِ عليهم، يسجلون في الكليات الشرعية لدخول القطاع التربوي التعليمي، يدفعهم في ذلك الحماس والحمية لدين ربِّ البرية، مع إيمان وشعورٍ عارم عند الواعين منهم بأهمية بدء عملية التغيير من المدارس، التي أفسد البعث الحاكم -في سوريا- مناهجها وتوجهات معلميها أكثر من نصف قرنٍ من الزمن، فكان لزوما على كل مُصلِح أن يفكر بالطريقة المثلى لإصلاحها، فهي مكان تربية النشء، وتقويم السلوك، وغرس القيم…
والمشكلة أن أولئك الشباب والشابات لم يتنبهوا إلى فكرة مفادها أن:
📌مادة التربية الإسلامية عدد حصصها قليلة جدا في البرنامج المدرسي، (في المرحلة الثانوية حصة واحدة في الأسبوع)
📌والمتقدمين لشغل هذه الحصص القليلة أكثر من المطلوب،
📌ولقلة الحصص فاحتكاك مُعلِّمي التربية الإسلامية بالطلاب قليل جدا مقارنةً بالاختصاصات الأخرى، مما يجعل تأثيرهم ونفعهم أقل بكثير من باقي الاختصاصات.
☝️ ولذلك فأنا أُذكِّر شبابنا المؤمنين بأهمية إصلاح قطاع التربية، وضرورةِ أن يبدأ الإصلاح من المدارس، أذكِّرهم بضرورة شغل مختلف القطاعات التربوية، فنحن بحاجة للمصلحين في كل الاختصاصات التربوية والتعليمية ((الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، واللغة العربية، والإنكليزية، والتاريخ والجغرافية والفلسفة وعلم النفس ….))
فطلابنا أحوج ما يكون لمنظومةٍ من المعلِّمين المُصلحين يتكامل عملهم في بناء الجيل وإصلاحه، فلكم أفسد معلمٌ يبقى مع الطلاب ست حصص جهودا كبيرة قام بها صاحب الحِصَّتين أو الحصة الواحدة.
ولكم كان معلمُ رياضياتٍ صاحبُ رسالة مؤثرًا من الناحية التربوية، أكثر بكثير من معلم فقد الشعور بالمسؤولية ممن لا يحملُ همّ إصلاح الأمة ولا رسالة بناء جيل التغيير، وإن درَّس مادة التربية الإسلامية.
تذكروا أن معركتنا الأساس هنا، وأن المجاهدين يبذلون دماءهم لكي تكونوا قادرين على العمل بحرية، لتصلحوا فسادًا عريضًا قائما، فلا تختصروه على قطاعٍ ضيق لن يكون كافيا لتحقيق التأثير المناسب، والنجاحِ المطلوب.
لذلك فلتتوازعوا الاختصاصات جميعا، وبالذات الشباب الناشطين في كل قرية، ممن يعملون على فكرة التغيير ببناء جيل جديد، توازعوا الاختصاصات حتى لا تتركوا ثغرةً لمن يريد أن يفسد عليكم جهودكم، والدورات الشرعية الرديفة بانتظاركم لكي تتعلموا ما يلزمكم في حياتكم وعملكم ودعوتكم.
ختاما، أحكي لكم من تجربتي الشخصية أنّ من تأثرتُ به فوجهني بصورة غير مباشرة الى المعارضة السياسية للطواغيت، وإلى فهم الإسلام دينًا شاملا للحياة، كان مدرِّسي لمادة التاريخ في الصف التاسع، رحمه الله كيف كان ينشر بذكاء وحكمة وحنكة أفكار الحرية بصورة غير مباشرة، رغم كل القمع الذي كان زمن حافظ أسد… هكذا هم حمَلَةُ الرسالات.
أرجوا أن تكون رسالتي قد وصلت، إليكم، والحمد لله رب العالمين.