بقلم: أبو سعيد الحموي
⚠لو سألنا سؤال:
• أين تعيش الضفادع؟
لكان الجواب بالمستنقعات.
• وماهي المستنقعات؟
هي مياه راكدة تنمو فيها شجيرات وأعشاب وطحالب وفيها أوساخ وحشرات ضارّة وقارصة و….
لو حاولنا أن نسأل سؤال: ألا تعيش المناطق المحررة سواء ما كان في الغوطة أو حمص الشمالي أو درعا أو إدلب أو أي منطقة من المناطق المحررة حالة يمكن أن نشبهها بالمستنقعات؟؟
هل تم تأمين أي مقوم من مقومات الحياة للناس؟ هل تم تأمين المياه أو الكهرباء أو المواصلات أو الأمن أو أي شيء يمكن لمن يدعي أنه يحكم الناس أو أنه أنشأ حكومة مؤقتة أو دائمة أو منقذة لهم أن يقول أنه ساعد الناس به؟!
الفقر والظلم والاتهام لأي سبب بتهم من العمالة أو الردة…. وفوق ذلك تحكمٌ في أرزاق الناس وتصرفاتهم الشخصية وإلزامهم بسلوك ومظاهر غير مقتنعين بها وعدم تبرير هذه التصرفات…
انعدام الأمن وقتل وتشريد ثم ترحيل وبعد الترحيل عدم تقديم أدنى متطلبات الحياة واستغلال الناس والمتاجرة بهم… أليس هذا مستنقع ؟؟!!
⚠ نتهم النظام بأنّه يعيش في مستنقع الرذيلة، وهذا صحيح ولكن ماذا نسمي مستنقعنا؟؟ أم أنه ليس مستنقع؟ إذا كنت لا تريد أن تصفه بالمستنقع فماذا يمكن ان نسميه؟
*نعود لسؤالنا الأول: أين تعيش الصفادع؟؟*
لماذا يعود من رحل وترك بلده وجاء الى المناطق المحررة إلى النظام؟!
كثير من الناس بعد أن هاجروا إلى المناطق المحررة عادوا إلى النظام ولا يزال الطريق مفتوحًا لهم ولغيرهم!!
⚠قد يقول قائل: إنك تبرر وجود الضفادع!
☝أجيب: لا أنا أحلل سبب وجود الضفادع، فلا يزاودنّ أحدٌ علينا.
يستحيل أن نجد مستنقعًا خاليا من الضفادع، وتجفيف المستنقع هو الطريق لإنهاء الضفادع وليس مكافحة الضفادع لأنّك مهما حاولت أن تمنع وجودها فلن تستطيع.
تأمين حاجات الناس، إعطاء حرية التعبير، وعدم محاسبة الناس على القهر الذي أحسوا به، وعدم اتهامهم بتهم مبناها الانتقاص وسوء الظن بالآخر وتكبيل حرية الآخرين … حتى وصلنا إلى تهم التكفير والردة وغير ذلك مما شاع في مناطقنا المحررة.
إشعار الناس بالمحبة والمودة ومعاملتهم بالكلام الطيب والابتسامة الأخوية والقرب منهم والشعور بمعاناتهم واشعارهم أن الفصائل منهم وهم منها وأن كل من في المناطق المحررة على قلب رجل واحد … اشعار الناس بأننا نخدمهم ولا نبتزهم ولا نستغل حاجتهم…
(لا خيل عندك تُهديها ولا مال *** فليُصلح النُّطق إن لم يُصلِح الحالُ)
كذلك التخلي عن فكرة القتال أو الاقتتال الفصائلي الذي أرهق الناس وجعل كثير من المجاهدين ينفضون عن الفصائل …
هذه الأمور هي ما يساهم حقا بتجفيف المستنقع وعندها سينتهي وجود الضفادع لأنها لن تجد لها أصلا بيئة حاضنةً تحتويها.
ألا هل بلّغت؟
اللّهم فاشهد
– – – –
بقلم: ماهر علوش
▫ ظاهرة الضفادع في الثورة تحتاج إلى دراسة متأنية، وتحليل، واستقراء، في الزمان، والمكان، والمناهج، والأشخاص.. وإن أكثر ما يثير عجبي تلك الطريقة السطحية في التعاطي مع هذه الظاهرة، وتبسيطها في سياق العمالة للنظام، أو روسيا، أو إيران.. وهذا تعليل القَعَدَة من المفكرين والكتاب والباحثين.. إن فهم هذه الظاهرة سوف يمنحنا قراءة أكثر استقرارا للمستقبل، ويساعدنا على التنبؤ بها قبل وقوعها، وتوقع أشخاصها قبل وبعد الانتماء لها..
▫ مما لا شك فيه أن النظام وحلفاءه استغلوا تفكك الثورة، وغياب المرجعية، والافتقار إلى القيادة الراشدة، وفوضى التشكيلات السياسية والعسكرية والمدنية، وعملوا على اختراق مؤسسات الثورة، وكياناتها، وأعدوا لهم رجالا في كل مكان، إلا أن هذا لا يعني توحيد نظرتنا إلى الضفادع، واعتبارها في نسق واحد، فما كل البرمائيات ضفادع.. من هنا فلا بد من بحث الأسباب الأخرى التي تساعد على تشكيل الظاهرة، حتى نستدركها، ونستنقذ الناس من الوقوع بها..