بقلم: الشيخ إبراهيم السكران
البعض يسأل: لماذا نفرح بفوز أردوغان بينما ولا زالت تركيا تعج ببعض مظاهر العلمانية، ولها مواقف سيئة معروفة مع إسرائيل وأفغانستان وليبيا؟
الجواب: ذكر ابن تيمية في كتابه (السياسة الشرعية) قاعدة أهل السنة في هذا الباب، وهي قاعدة لها تطبيقات كثيرة، وهي من أنفع القواعد في السياسة الشرعية، وهي (قاعدة القدرة والإمكان).
يقول ابن تيمية: (إذا اجتهد الراعي في إصلاح دينهم ودنياهم بحسب الإمكان؛ كان من أفضل أهل زمانه، وكان من أفضل المجاهدين في سبيل الله)[ابن تيمية، الفتاوى28/262]
وهذه القاعدة، أعني قاعدة (أن الواجب إقامة الشرع بحسب القدرة والإمكان) قاعدة فعالة في أبواب الولايات والقضاء والدعوة والإصلاح السياسي وغيرها.
والذي رآه الناس من أردوغان أنه قام بأمور كثيرة بحسب الإمكان، وترك أموراً أخرى يختلف الناس في تقدير إمكانه لها.
حين أرى رجلاً في بلد علماني يقوده للشريعة، ورجلاً في بلد فيه مكتسبات شرعية يقوده للعلمنة؛ فالمعيار في المقارنة بينهما ليس مستوى تدين الرجلين، بل التدين بالنسبة للسياق، يجب ملاحظة بوصلة كل منهما.
شتان بين من يدفع مجتمعاً علمانياً ليزيد تدينه، وبين من يدفع مجتمعاً متديناً ليخفف من تدينه!