المنطقة الواقعة في حي الجميلية بحلب بين شارع اسكندرون وحتى جامع الصديق كانت تعرف قديماً بحارة اليهود بالاضافة الى جزء من منطقة الاسماعيلية في حلب وفيها مئات من املاك اليهود السوريون الذين ظل البعض منهم في حلب الى فترة قريبة بينما غادر معظمهم سوريا الى اوربا ومنها الى ” اسرائيل” بعد ان فك النظام الحظر على سفرهم في سنة ١٩٩٢.معظم بيوت اليهود واملاكهم مشمعة بالشمع الاحمر الى يومنا هذا وممنوع الاقتراب منها وتعفيشها !!.حتى مبنى النادي العربي الفلسطيني ومؤسسة اللاجئين الفلسطينيين في حي الجميلية هما جزء من املاك اليهود التي تم منحها لجمعيات ونقابات فلسطينية منذ ستينيات وخمسينيات القرن الماضي .وهناك الطابق العلوي للنادي العربي الفلسطيني والذي لا زال مشمعاً بالشمع الأحمر بأمر من الامن العسكري الموكل بهذا الملف حتى الوقت الحالي وهو من املاك يهود سوريين ولم يكن يجرؤ أحد على فتحه او ترميمه رغم مشاكل الجرذان التي تسرح وتمرح به .حاليا يخضع الطابق السفلي للنادي للترميم . ولا ندري ان كان سيشمل الترميم الطابق العلوي ام انه ممنوع .
الغريب في الامر ان بعض اليهود قاموا بتأجير بيوتهم الى معارفهم من مسلمي وعائلات حلب ولا زالوا يتقاضون أجور بيوتهم ومحلاتهم التجارية الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من خلال حوالات مالية يقوم المستأجرون بتحويلها إلى محام سوري مقيم في بيروت و لدى هذا المحامي وكالات قانونية من قبل أصحاب العقارات مسجلة في السجلات الحكومية ليقوم بتسيير أمور ممتلكاتهم في سوريا. وهو بدوره يقوم بتحويلها الى حسابات اليهود في بنوك اوربة وهذا كله بمعرفة النظام وضمن قانون الإيجارات ويقوم هذا المحامي بتنسيق اتفاقيات الاجارات والاجور وزيادتها طرداً كل فترة وفترة حسب اسعار صرف الدولار وهذه الحقائق ممكن العودة اليها عن طريق الانترنت.
منذ خمس سنوات اقتحم مجموعة من الشبيحة كنيس لليهود في الجميلية وخلعوا اقفاله وشمعه الاحمر لادخال عائلات مهجرة من حلب الشرقية وايوائهم داخل الكنيس و حصل صدام بينهم وبين الامن العسكري الذي سارع على الفور لارسال دوريات اخلت الكنيس من المهجرين واغلقته مجدداً وتم اعادة تشميعه.
ونحن نتكلم عن هذا الحرص الشديد للنظام على املاك اليهود في حلب وغض الطرف عن الاجور التي تصلهم عن املاكهم لا يسعنا الا ان نذكر القانون رقم ١٠ لعام ٢٠١٨ الذي اصدره الذيل مؤخرا والقاضي بحرمان اي مواطن سوري من حقه في منزله في المناطق الخاضعة لاعادة التنظيم ان لم يأت ويثبت ملكيته للعقار .وبهذا يريد الذيل من السوريين الذين هدم بيوتهم ببراميله ولم يبق لديهم اي اوراق او طابو لملكياتهم ان يأتوا اليه ليقولوا هذا بيتنا وبعدها يساقوا للاعتقال !!!
فرق كبير بين التعامل مع مسلمي سورية ويهودها من قبل النظام ففي الوقت الذي تهدم فيه ملكيات المسلمين و تسرق وتنهب وتعفش وتفتتح اسواق السنة في ارجاء المعمورة السورية نرى الحرص على ممتلكات اليهود التي يُمنع تعفيشها وسرقتها بل وتصل عائدات اجورها الى اصحابها .قضية كبيرة تحتاج الى التمعن والتقصي والبحث والمقارنة.