ذو الوجهين – المنافقون
ذو الوجهين
المنافقون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجد من شر الناس يوم لقيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» رواه البخاري
من شر الناس: من أسوئهم خلقا وأكثرهم فسادا
ذا الوجهين: المنافق الذي يتخذ مواقف مختلفة ويتلون حسب مصلحته الخاصة
– – – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “تَجِدُ مِن شرِّ النّاس يومَ القيامةِ عندَ اللهِ ذا الوَجهَين، الذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ وهؤلاءِ بوجه”. رواه الشيخان.
المعنى: هذا صنفٌ رديءٌ من البشرِ لا يكادُ يخلو منه زمانٌ ولا مكان.
أناسٌ لا خَلاقَ لَهم ولا مَبدأ، دَيدَنُهم المدحُ في الوجهِ والذّمُّ من بعيدٍ، يأتونَ السّيّءَ الظّالمَ السّافلَ فيداهنونَه، ويضحكونَ له، وينادونَه بأحسنِ الألقابِ، ويمدحونَهُ ويُزيّنونَ له أفعالَه، فإذا خرجوا من عندِه والتقَوا بخصومِهِ ذمّوهُ وأثنَوا عليهِ شرًّا وقدحوا فيه، ومدَحوا خصومَه.
وأكثرُ ما نجِدُ أمثالَ هذه الشّريحةِ في مستنقعاتِ السّلطةِ والمال، إذ يتكاثرونَ فيها تكاثرَ الدّودِ على الجِيَف، فهُم بشهادةِ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من شرِّ النّاسِ منزِلةً يومَ القيامةِ، لأنّهم شابهوا المنافقين في أفعالِهم.
وأسوأُ مَن تَجدُ في هذه الشّريحةِ المُنتِنةِ مَن آتاه اللهُ عِلمًا شرعيًّا، فهذا أقبحُهم وأخطرُهم على الإطلاقِ، لأنّه يُغري النّاسَ بحبِّ الظّالمينَ والفاسدين، فالنّاس ولا سِيّما البُسطاءُ والجُهّالُ إنّما يتعلّمونَ دينَهم من تصرُّفاتِ أهلِ العلمِ فإنْ زلَّ أهلُ العِلمِ تبِعوهم.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: هذا الدّاءُ الذي مرَّ ذِكرُهُ يحتاجُ إلى الوقايةِ منه أكثرَ ممّا يحتاجُ إلى العلاجِ، لأنّه متى دخلَ في أخلاقِ المرءِ استفحلَ وصارَ عَصِيًّا على المداواةِ، ومن الواجبِ علينا ألّا نستَحْيِيَ مِن مواجهةِ مَن ابتليَ بهذا الدّاءِ مِمَّن حولَنا، فنعرّيَ لهم مداهنتَهم عند كلِّ موقفٍ يصدُرُ منهم، حتّى لا نستمرئَ فعلَهم وتنتقلَ إلينا عدواهم…
ومن أجمل ما يقال لأمثالِ هؤلاءِ بالعاميّة: “اتّقِ الله وحاج تكولِك”!!.