إذا مات آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم
– – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
عَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ
قالَ: “إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقَطَعَ عَنهُ عَمَلُهُ إلَّا مِن ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أو عِلمٍ يُنتَفَعُ بهِ، أَو وَلَدٍ صالِحٍ يَدعو لَهُ”. رَواهُ مُسْلِمٌ.
المعنى: هذا فضلٌ من اللهِ عظيمٌ، أن يموتَ الإنسانُ وتنقطعَ أنفاسُهُ، وينقطِعَ سعيُهُ، لكن يبقى سيلٌ من الحسناتِ يجري عليه لعشراتِ وربّما لمئاتِ السّنين، من جرّاءِ هذه الأمورِ التي ذكرَها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديث.
فأوّلُ هذه الأمورُ صدقةٌ لها صِفةُ الاستمرارِ والدّيمومةِ؛ كأن يحفُرَ المسلِمُ بِئرًا لعامّةِ المُسلمين، أو يَشقَّ طريقاً من أرضه، أو يترُكَ دارًا يسكنُها الفقراءُ، أو تؤجَّرُ وتُنفَقُ أُجرتُها على المحتاجين، أو يُسهمَ في بناءٍ مشفى أو دارِ عجزةٍ أو ما أشبهَ ذلك، فهذا يجعلُهُ مستفيداً من ثوابِ هذا العملِ ما دامَ نفعُهُ جاريا.
وثانيها: علمٌ نافعٌ يستفيدُ منه النّاسُ، سواءٌ كان هذا العلمُ فيما يصلحُ دينَهم، أو فيما يصلحُ معاشَهم، لكنّ العِلمَ الذي يُصلِحُ الدّينَ أرجى وأعظَمُ أَجراً، لأنّه يحقّقُ الغايةَ التي لأجلِها خلقَ الله الخَلق، وبالذات في زمانٍ زهد الناس فيه بعلم الدين وأهله.
وثالثها: أن يُخلّفَ المسلمُ من بعدِهِ ولدًا بارًّا ربّاهُ على الصّلاحِ، فهو يدعو لأبويهِ بعدَ موتهما، فيرفعُهما الله بدعائِه درجاتٍ في الجنانِ، ويُجري عليهما بسبب دعائهِ فيضاً من الرّحمةِ والرّضوان.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: حينَ يخبرُنا ﷺ بهذه الأمورِ فلأجلِ أن يُحرّضَنا على السّعيِ لإحرازِها، وَكأنّه يقول لنا: هل لكَ أيًّها المسلمَ أن تحرصَ على ألّا تموتَ قبلَ أن تخلّفَ شيئاً من هذه الثلاث؟!
فلا تستخِفّنَّ أيها الأخ الفاضل ولو بشجرةٍ تغرسُها في مكانٍ عامٍّ يستظلُّ بها المسلمون فيجري عليك أجرُها، ولا تزهدنَّ ولو بصفحةٍ تكتبُها أو كتاب تقتنيه وتورِّثه من بعدك أو منشورٍ تُبيِّنُ فيه بعضَ ما تعلمُه ممّا ينفعُ غيرَك، وإذا كنتَ والدًا أو كُنتِ والدةً فلا يفوتنّكُما أن تربّيا أولادَكما على الصّلاحِ فلعلَّهم يدعونَ لكما في وقتٍ أنتما بأمسِ الحاجّةِ فيه إلى حسنةٍ واحدة.