بيان جبهة العمل الوطني لكرد سورية حول التطورات الأخيرة في ساحتنا السورية
لقد توالت أحداث متسارعة خلال الأيام القليلة الماضية على الساحة السورية، وذات مساس مباشر بالثورة السورية المباركة، تجلت في نقل الثوار والمجاهدين معركة التحرير وزلزلة عرش طاغية الشام بشار المجرم، واغتيال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، ومحاولة اغتيال المجاهد البطل قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، وتكليف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للأستاذ غسان هيتو برئاسة الوزراء ومنح مقعد سورية في الجامعة العربية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
1- ملحمة دمشق الفاصلة وزلزال عرش طاغية الشام المدمر:
لم يبق على سقوط الطاغية بشار ونظامه الفاسد سوى أيام بإذن الله، بعدما تحرر معظم أنحاء سورية ولم يبق بيد النظام إلا الأرض التي تقف عليها بعض دباباته وراجمات صواريخه، وبعض قواعد صواريخ سكود، آخر ورقة خاسرة لديه. غير أن الأمر الذي سيعجّل بهذا السقوط المدوّي للطاغية ونظامه هو نقل المجاهدين الأبطال المعركة إلى قلب العاصمة دمشق منذ أيام بثبات وإصرار، ومهاجمة فلوله في عقر دارهم، الأمر الذي يؤكد أن فجر الحرية لسورية وشعبها قد آذن بالبزوغ.
وإننا في هذا المقام لا يسعنا إلا أن نزجي التحيات للمجاهدين أبطال الجيش السوري الحر صنّاع ملحمة دمشق الفاصلة وزلزال عرش طاغية الشام المدمر، مقرونة بالدعاء إلى الله تعالى أن ينصرهم ويسدد ضرباتهم ويجعل نهاية ظلم هذا النظام وظلامه على أيديهم.
2- اغتيال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي:
لئن كان نقل معركة تحرير سورية إلى قلب عاصمة الأمويين قد أشعرنا بقرب سقوط المجرمين المدوي، فإن هذا الشعور قد قوي أكثر بإقدام هذا النظام على قتل الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الكردي الأصل، الغطاء السنّيّ له، يوم عيد نوروز، وبالطريقة نفسها التي تخلّص من موالين له كثر عندما أحسّ برغبتهم في القفز من مركبه الغارق، وبالتزامن مع تكليف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للأستاذ غسان هيتو، الكردي الأصل أيضاً، برئاسة حكومة مؤقتة لدى المعارضة…، إن هذا الفعل الإجرامي، الذي ندينه ونستنكره بأقوى العبارات، ونحمّل النظام وحده المسؤوليه عنه،هو الآخر سيعجّل بسقوطه ويريح البلاد والعباد ـ الموالين والمعارضين على السواء ـ منه ومن شروره ومؤامراته.
إن جريمة بحجم جريمة اغتيال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وبالطريقة التي أعلنتها وسائل إعلام النظام، لا يمكن أن يقدم عليها مؤمن بربه مؤمن بحرية شعبه، يعمل لأهداف الثورة السورية النبيلة بالوسائل الشريفة. بل لا يتصوّر وقوعها إلا من فاقد للضمير والإنسانية والوطنية فاقد للأمل بالبقاء في السلطة كما هو حال بشار.
3- محاولة اغتيال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد:
إننا في جبهة العمل الوطني لكرد سورية في الوقت الذي نعلن تضامننا الكامل والتامّ مع المجاهد البطل قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، ونتمنى له الشفاء العاجل، ليعود إلى قيادة هذه الكوكبة المباركة من المجاهدين الأبطال نحو تحرير سورية من أرجاس العصابة الأسدية المجرمة، ونحمّل شبيحة أسد وأزلامه المسؤولية عن هذه الجريمة القذرة الجبانة، فإننا نؤكد أن مثل هذا الفعل الخسيس لن يفتّ في عضد المجاهدين، ولن يزيدهم إلا إصراراً على السير في طريق العزة والكرامة حتى نهايته، مسترشدين بقوله سبحانه ” وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104). سورة النساء. ولئن تسببت الجريمة النكراء التي ارتكبتها أزلام بشار بحق العقيد رياض الأسعد ببتر ساقه فإننا نسأله سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن تكون رجله قد سبقته إلى الجنة، وأن يمكّن العقيد الغالي من الدوس برجله السليمة على رأس بشار وكبار المجرمين في سورية قريباً.
4- تكليف الأستاذ غسان هيتو برئاسة الوزراء:
إننا نرحّب بتكليف الأستاذ غسان هيتو بتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة المناطق المحررة في سورية، ونتمنى له التوفيق في مهمته، ونهنئه على الثقة الغالية التي أولاها إياه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. كما نتمنى أن تكون هذه الحكومة بداية لاعتراف دولي بالمعارضة السورية ممثلاً شرعياً لسورية، ومناسبة للالتزام بدعم المعارضة السورية مالياً وفق مؤتمري أصدقاء سورية في المغرب والكويت، ومدخلاً لدعم الجيش السوري الحر بالأسلحة النوعية التي تمكّنه من تغيير موازين القوى لصالحه، وإنشاء مناطق عازلة داخل سورية، حماية للمدنيين وكفاً لأيدي المجرمين الأسديين ووقفاً لآلتهم العسكرية المدمرة.
5- منح مقعد سورية في الجامعة العربية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية:
إننا ننظر إلى الخطوة المباركة التي أقدمت عليها جامعة الدول العربية في مؤتمر الدوحة الأخير بمنح مقعد سورية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ودعوة دول الجامعة العربية إلى دعم الشعب السوري بما يمكّنه من الدفاع عن نفسه في مواجهة آلة القتل والدمار الأسدية خطوة أولى نحو اعتراف المجتمع الدولي بشرعية المعارضة السورية ومنح مقعد سورية في المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة لهذه المعارضة.
كل الشكر للأشقاء العرب والمسلمين والأصدقاء الذين وقفوا بشهامة وإباء إلى جانب الشعب السوري في محنته، ومدوا له يد العون والمساعدة، وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله.
الرحمة للشهداء الكرام
الشفاء العاجل للجرحى الأعزاء
الحرية للمعتقلين الأبطال
النصر والحرية والكرامة للشعب السوري المصابر البطل
والله أكبر.
قيادة جبهة العمل الوطني لكرد سورية
16جمادى الأولى 1434هـ الموافق لـ 28 آذار2013م