من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» رواه البخاري ومسلم
– – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
قال رسول الله ﷺ: “مَن يُرِد الله بِهِ خَيرًا يُفَقِّههُ في الدّينِ”. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
المعنى: يخبرُنا نبيُّنا ﷺ أنّ علامةَ من أرادَ اللهُ به الخيرَ، أن يوفّقَهُ الله لتتبُّعِ علومِ الدّينِ في جميعِ جوانبِهِ، وأنّ علامةَ من لم يُردِ اللهُ به الخيرَ ألّا يكونَ مهتمّاً لمسائلِ الدّين الذي من أجلِهِ خُلِق، حتّى ولو جمعَ علومَ الدّنيا كلِّها.
وليسَ المرادُ بالفقهِ في الدّينِ هنا إجادةَ ما تعلّقَ بالأحكام الفقهية من حلالٍ وحرامٍ ومباحٍ ومندوب ومكروه فقط، بل هو هنا أعمُّ وأشمل، فالمقصودُ أن يَفهمَ العبدُ مرادَ اللهِ منه فيعملَ بذلك.
فهو يُصدّقُ الله بجميعِ ما أخبرَ به، ويوقنُ بما وعدَ الله به عباده الطّائعين، وبما توعّدَ به العصاةَ والمكذّبينَ، فيطيعُ مولاهُ ويخشاه، لأنّ رأسَ العلمِ هو خشيةُ الله.
فهذا هو الفقيه الذي أراد الله به خيراً على الحقيقةِ، ولو لم يجمع أكثرَ المسائل ويحفظها في عقله ويبرعْ بالإجابةِ عن كلِّ ما يسألُ عنه من أحكامِ العبادات والمعاملاتِ والأحوالِ.
لأنَّ المرادَ من العلمِ العملُ به، وليسَ مجرّدَ الحفظِ والجمعِ.
طريقةٌ مقترحةٌ للتطبيق:
١- اسلكْ سبيلَ العلمِ متدرّجا من الأهمّ إلى ما هو دونَه في الأهمّيّة،
٢- واجعل دليلكَ فيما تتعلّمه كتابَ الله وسنّةَ نبيّكَ ﷺ ،
٣- وافهم ذلك بفهم العلماء الرّاسخين لا بفهمك أو فهم الصّغار العابثين،
٤- وأرفِق ما تتعلّمُه بالعملِ به كي يكونَ علمُكَ حجّةً لك لا عليك.