العِلمُ بحرٌ واسعٌ وَعَميقٌ، وللناسِ معهُ أحوالٌ.
1⃣ فمنهم من سمِعَ بهِ وَلم يَرَه ولا بَحَثَ عنه، وهذا حالُ الجاهل.
2⃣ ومنهم من رآه وَاكتَفى بالنَّظرِ إليه فَلم يُحاولُ خَوضَه، وهذا حالُ المُعرِض.
3⃣ ومنهم من جَلَسَ على شُطآنِهِ فانتَفَعَ بما اصطادَه غيرُه وهذا حالُ السائِل.
4⃣ ومنهم من سبَحَ في رَقراقِه، لِعلمِهِ أنَّهُ لا يُحسنُ أكثرَ من ذلك فَنَجا وَهذا حالُ الطالبِ المُبتدِئ.
5⃣ ومنهم من تَدَرَّبَ على يَدِ الماهرينَ ليُتقِنَ كيفَ يَمخُرُ عُبابَهُ وَيَستخرجُ الدُّرَ من أَعماقِه ويعودُ بسلام وهذا حالُ الطالبِ المُجِدِّ.
6⃣ ومنهم من أتقنَ فنَّ التّعاطي مع البحرِ، فصارَ بينَهما وئامٌ وانسجامٌ، وهذا حالُ الرٌاسخين.
7⃣ ومنهم من غامَرَ فخاضَ حدّاً لا قُدرةَ لِمِثلِهِ عليهِ فغرِق وَهلَك، وهذا حالُ المُتَعالِم.
8⃣ ومنهم من رمى بقاذوراتِهِ على هذا البحرِ، فإذا بها ترجِعُ إليه وبقي البحرُ على نقائِهِ، وهذا حالُ أهلِ الزَّيغِ.
☝️نسأل الله أن يُعلّمَنا ما ينفعنا وإياكم والمسلمين.