📌 ذكر الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم في كتابه الرائع ” علو الهمة ” قال:
“حكى لي بعض الشباب المسلمين في (ألمانيا) أنه منذ الصباح الباكر ينتشر دعاة فرقة ( شهود يهوه ) في الشوارع وينطلقون إلى البيوت، ويطرقون الأبواب للدعوة إلى عقيدتهم.
وحدثني أحدهم أن فتاة ألمانية منهم طرقت بابه في السادسة صباحاً، فلما علم أن غرضها دعوته إلى عقيدتها، بين لها أنه مسلم، وأنه ليس في حاجة إلى أن يستمع منها.. فظلت تجادله وتلح عليه أن يمنحها ولو دقائق (من أجل المسيح)!
فلما رأى إصرارها أوصد الباب في وجهها، ولكنها أصرت على تبليغ عقيدتها، ووقفت تخطب أمام الباب المغلق قرابة نصف ساعة تشرح له عقيدتها، وتغريه باعتناق دينها!!
فما بالنا معشر المسلمين يجلس الواحد منا شبعان متكئاً على أريكته، إذا طلب منه نصرة الحق، أو كلف بأبسط المهام، أو عوتب لاستغراقه في اللهو والترفيه، انطلق كالصاروخ مردداً قوله صلى الله عليه وسلم: (يا حنظلة ساعة وساعة) كأنه لا يحفظ من القرآن والسنة غيره!!.
📒 [علو الهمة/296]
📌 وفي كتاب #المنطلق للأستاذ محمد أحمد الراشد (ص61ـ63) قال:
“يقف الداعية يؤذن في الناس، ولكن أكثر الناس نيام، ويرى جلد أصحاب الباطل وأهل الريبة وتفانيهم لإمرار خطتهم، فإذا التفت رأى الأمين المسلم سادرا غافلا، إلا الذين رحمهم ربهم، وقليل ماهم، ويعود ليفرغ حزنه في خطاب مع نفسه:
تبلد في الناس حس الكفاح….
ومالـوا لكسبٍ وعيشٍ رتيب
يكــاد يزعــزع من همــتي….
سدور الأمين وعزم المريب
☝️ *إن دعوة لا يعطيها أصحابها إلا فضول أوقاتهم دعوة ميتة لا ثمرة فيها*
كما قال الأستاذ الراشد حفظه الله: (والله لا نجاح في الدعوة إن أعطيناها فضول أوقاتنا ولم ننس أنفسنا وطعامنا)
وذكر عن الإمام أحمد أنه كان “إذا بلغه عن شخص صلاح أو زهد سال عنه وأحب أن يعرف عن أحواله.. ولم يكن بالمنعزِل الهارب من الناس ولا يكون داعية اليوم إلا من يفتش عن الناس ويبحث عنهم ويرحل للقائهم ويزورهم في مجالسهم..
ومن انتظر مجيء الناس إليه في بيته فان الأيام تبقيه وحيدا ويتعلم فن التثاؤب…
الإسلام اليوم لا يحتاج مزيدا من البحوث في جزيئات الفقه بقدر ما يحتاج إلى دعاة يتكاتفون”
📒 [المنطلق/120]