✍️ *من روائع #شعر #الشيخ_أبو_معاذ_زيتون*
يا صاحبّ النّهجِ القويمِ الأمجَدِ
و إمامَ كُلِّ مُسبِّحٍ وَ موحٌِدِ
يا مُرسلاً للعالمينَ بِشِرعةٍ
من يَلتزِمها يَغدُ نعمَ المُهتدي
يا مِنحةَ الربِّ الكريمِ لأمّةٍ
لولاهُ لم تحلُم بنَيلِ السؤدُدِ
يا مَن له الخُلُقُ العظيمُ وَ ذكرُهُ
عِطرٌ يفوحُ شذاهُ في صُبحٍ ندي
يا مَن له الوجهُ الوَضيءُ وهديُهُ
للكائناتِ يُشِعُّ مِثلَ الفَرقَدِ
لِيُزيلَ عَن عينِ الوجودِ عَمايةً
وَيُصيِّرَ الحيرانَ دونَ تردُّدِ
يا مَن تَشرَّفَت القلوبُ بِحبِّهِ
قَفَزَت بهِ نحوَ المَقامِ الأسعدِ
مِن بحرِ أَشواقي سأغرِفُ غُرفةً
يمنايَ تَصبغُها بِشِعرٍ أَبجدي
عَلِّي رَسولَ اللهِ بَعدَ صَبابتي
أَروي بها ظَمَأي بِعذبِ المَورِدِ
لكن حبيبَ اللهِ عذراً إنّني
خَلَأَت قوافيَّ الحَيارى في يَدي
ماذا أقولُ وَ هَل لِمثلي طاقةٌ
في وَصفِ خيرِ العالمينَ مُحمَّدِ؟
إِن كانَ مَن وافى إليكَ مُبايعاً
وَ مُصافحاً يُمناكَ جاءَ لِيَهتدي
لم يَستطِع رغمَ الفَصاحَةِ كُلِّها
وَصفاً لوجهِكَ من جلالِ المَشهَدِ
فأنا على عُجَري وَضعفِ فصاحتي
وَضئيلِ علمي من أنا يا سيّدي؟
ياسيّدي من رامَ يَنشرُ وَصفَكم
سيحارُ حقاً أيَّ شيءٍ يبتدي؟!
عُذراً حبيبَ اللهِ لستُ بِشاعرٍ
لكِن مُحبٌّ يَقتفيكَ وَيَقتدي
بِأئمّةٍ نَقلوا حديثَكَ مُسنداً
والفوزُ في حملِ الحديثِ المُسندِ
يا سيّدي عندي سؤالٌ محزنٌ
أسفاً سأطرحُهُ بكلِّ تجرُّدِ
يا سيّدي هل من يُحبُّكَ صادقاً
يَبغي و يكذبُ أو يَغِشُّ ويعتدي
أيُهادنُ الطاغوتَ يبسِمُ ضاحكاً
في وجهِهِ كالعاشقِ المُتودِّدِ
لكن إذا لاقى أخاهُ رأيتَه
أرغى وأزبدَ كالهَصورِ المُزبِدِ
ياسيِّدي هل من يُحبُّكَ صادِقا
يُعلي صراخاً في فِناءِ المسجدِ
عندَ التّحاورِ مع أخيهِ يَشُنُّها
حَرباً ضروساً نارُها لم تَبرُدِ
نَمِرٌ على إخوانِهِ متمرِّدٌ
و على الكَفورِ تراهُ لم يتمرَّدِ
يعفو ويصفَحُ عن عدوٍّ غادرٍ
للمُجرمينَ تراهُ ممدودَ اليَد
لكنَّهُ لم ينسَ أَيَّ خطيئةٍ
من مسلمٍ جاءَت و إِن لم يَقصُدِ
يا سيّدي هل من يحبُّكَ عُمرُهُ
يُمضيهِ في لهوٍ بدونِ تعبُّدِ
في غفلةٍ تلقاهُ عن سُننِ الهدى
لا يستفيقُ سوى بيومِ المولدِ
فإذا أتى يومُ الولادةِ يزدَهي
هيمانَ بينَ مغرِّدٍ و مزغرِد
وإذا انقضى يومُ الولادةِ وانتهى
عادَت حليمةُ تحملُ الطّبعَ الرّدي
بالله
باللهِ هل حبُّ النبيِّ قصيدةٌ
عَصماءُ نسمعُها بصوتِ المُنشِدِ
بالله
باللهِ هل حبُّ النبيِّ هَريسةٌ
و سَكاكِرٌ تُهدى لكلِّ مُؤيِّدِ
بالله
باللهِ هل حبُّ النبيِّ بزينةٍ
نُتفاً ستجعلُها العواصِفُ في غدِ
إن لم يكُن حبُّ النبيِّ ديانةً
نحيي بها نهجَ النَّبيِّ الأرشَدِ
فلسوفَ تأتي الرّيحُ تذرو حَبَّنا
ذَرواً كما يُذرى رَمادُ المَوقِدِ