المعارك المصطنعة والسفه العلمي
ممّا راق لي جدًّا مقولةُ المفكر المصري عبد الوهاب المسيري: “أنا لا أحِبّ الدخول في المعارك الصغيرة، وأفضِّلُ الاستسلام فيها؛ حتى لا تُستنفَذ طاقتي فيما لا يفيد”.
كم ضيّعنا – أفرادًا وجماعات – من جهود وطاقات فيما لا يحصى من هذه المعارك المصطنعة والحروب الوهمية؟!
كم بلغ الحُمق بأناس عندما أفرغوا قوتهم على مثل هذه المعارك، حتى إذا حانت المعركة الأُمّ مع العدو الألدّ خارت عزائمهم ولانت هِمَمُهم.
ولعل من مظاهر السَّفَه العلمي _ التي تظهر بشدة في هذه المعارك _ التمسكُ بالرأي والتشبُّث به – أيًّا كان – نكايةً بالمخالف وإغاظة له!.
وهذه ظاهرة تتردد مفاعيلُها في مواسم ومناسبات – كمناسبة ذكرى المولد النبوي أو الإسراء والمعراج وما شابه –
أو يُثار حولها معركة ضروس في أزمنة متقطعة، كصِنف من المسائل الفقهية التي اشتدّ أُوَارُ الخلاف حولها – كالمسح على الجَوْربين –
فتُصرَف الجهود وتهدر الطاقات فيما لا طائل تحته،
وتُختَم المعركة بمزيد عصبيّة للرأي المتبنَّى قبله المعركة.
فلا علمًا استُفيد ولا وقتًا حُفِظ ولا مودةً دامت