سنوات مضت وفقيه حلب
الشيخ يوسف هنداوي
في المجهول!
بدأت القصة يوم 5 أيلول عام 2012 داخل بيت من بيوت الله حيث قال: “لا”، للذين اعتدوا على حرمة الجامع الأموي بحلب، وحوّلوا غُرفَه إلى ثُكنة عسكرية ماجِنة!
من هناك من أمام #الجامع_الأموي بدأت رحلته إلى المجهول ليكون آخر عهده “بيت من بيوت الله”.
ذاك الذي لم يستطع الصمت فصرخ بوجه المجرمين لمَّا رأى حُرُمات بيوت الله تُدنَّس فتُعلَّق في المسجِد الأموي صباحا صور رئيس النظام المجرم، وتُتعاطى الخمور وتمارس الدعارة فيه مساءً من قبل جنود الأسد وشبيحته!!
لم يُراعوا وضعه الصِّحي، ولا مكانته العِلمية ، ولا منصبه الرمزي (كمديرٍ للجامع الأموي بحلب) … فأكبُّوه على وجهه في صندوق سيارة وأخذوه إلى جِهةٍ مجهولةٍ تبيَّن فيما بعد، أنها المخابرات الجويَّة بحلب.
وما زال الناس يتساءلون:
أحي هو أم ميت؟
هل عُرِضَ على محكمة؟
هل حُكِمَ عليه بشيء؟
أين سجنه؟
ولكن ما من جواب!
لقد قيل إنَّ بعض الوجهاء تشفّعوا له أمام متنفِّذين بارزين في نظام الأسد المجرم، فلم يستجيبوا، وقيل أن فصائل الثورة وضعته على قوائم التبادل فلم يأت ردٌّ بخصوصه.
نسأل الله لشيخنا رحمةً وقبولًا إن كان في عداد شهداء سجون النظام البعثي النصيري، ونسأل له فرجًا قريبا إن كان حيًّا، اللهم صبِّر أهله وأحبابه وطلَّابه وانتقم ممن ظلمه وظلم سائر شعب سوريا عاجلًا غير آجل.
– – – – – –
في ذكرى اعتقاله
كتب ولده سعيد مرة
4/9/2012م في يوم الثلاثاء الساعة 11 صباحًا، ومن داخل الجامع الأموي الكبير في حلب، بدأت رحلة المجهول في سجونِ الظُلمِ والقهر.
التهمة: ردُّ محرَّماتٍ في بيت الله.
اعتقل الشيخ يوسف هنداوي، ظُلمًا، وتوقَّفت معه مكتبته المتنقِّلة، في علمِ الفرائض والفقه، وتوقَّف القلم عن الكتابة، وكان هناك كتابٌ قيد الإنجاز توقَّف أيضًا.
أعوامٌ مضت ولا يزال مغيَّبًا قسرًا، والسؤال عنه خط أحمر!!
أي ظلمٍ هذا؟! وقد أصبحت المحرَّماتُ مباحةً مستباحة، ورد المُحَرَّمات عن بيت الله جريمةٌ كبيرةٌ لا تُغتفر، لدرجةٍ تسبب الاختفاء في غيابات السجون سنين طويلة؟!! والسؤال عنه لمعرفة مصيره خط أحمر!!
لا أحد يعلم أي شيء عنه، هل هو على قيد الحياة ؟ هل انتقل من ظلمِ وإجرام أهل الأرض إلى رحمة الله تعالى؟
نسأل الله له السلامة، وأن يفرِّج الكرب عنه وعنَّا، وأن يرده إلينا سالمًا.
أيها المظلوم صبرًا **** قد سئمت العيش قهرًا
لن يدوم الظلم دهرًا **** لن تعيش المرَّ عمرًا
فإنَّ مع العسرِ يُسرا **** إنَّ مع العسرِ يسرا