أعلن فجر اليوم عن توقيع الصفقة الإيرانية – الغربية . بعد مفاوضات ماراثونية كان الجميع يدرك أنها ليست أكثر من طريقة إخراج لتطمين المتخوفين من شعوب كثيرة منها الشعب الإيراني نفسه .
يقول المطلعون على الخبايا في الزوايا إن الاتفاق كان قد تمت هندسته مقترنا مع الصفقة الأسدية – الغربية على الترسانة الكيماوية السورية . تلك الصفقة التي عقدت شراكة دولية مع مجرم حرب وأهدرت دماء أكثر من ألف وخمس مائة سوري ثلثهم من الأطفال ..
في عالم السياسة لا أحد يفرض إرادته على أحد إلا بما يملك من قوة الحديد أو قوة المصالح . ولن نكون أغير على مصالح الغربيين منهم . إلا أن الذي يهمنا من أمر هذه الصفقة ثلاثة أمور ..
أولا – إن الصفقة بما تفتحه في صيرورتها أمام إيران من سبيل لامتلاك السلاح النووي . سيجعل مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، التي تأخذ على عاتقها الحد من انتشار الأسلحة النووية ، مهمة عبثية لا معنى لها ، أو ربما وهذا الأخطر مهمة عنصرية تتغاضى عن امتلاك بعض دول منطقتنا لهذا السلاح المبيد ( إيران وإسرائيل ) ، وتفرض على بقية شعوب المنطقة أن يعيشوا تحت رحمة الآخرين الذين نكتشف يوما بعد يوم أنهم يتمتعون بقدر غير محدود من العنصرية والنزق والكراهية ..
ثانيا – إن امتلاك إيران للسلاح النووي الذي سيكون الثمرة المباشرة لهذه الصفقة ؛ سيشكل تهديدا خطيرا لأمننا القومي العربي ، لحضارتنا وثقافتنا ونظامنا العربي ودولنا وشعوبنا . وإنه لوضع استراتيجي جديد يفرض على ممثلي الأمن القومي العربي أن يبادروا بكل الجدية والمصداقية إلى اتخاذ التدابير الكفيلة لإيجاد نوع من توازن الردع حماية لشعوبهم ووجودهم.
و إنه من العبث بمكان أن يترك أمننا القومي لضمان أنظمة ودول بعيدة عن المنطقة لا يهمها من أمر شعوبها شيء . إن صمت الدول الخمس دائمة العضوية اليوم على الجريمة التي تجري في سورية ، لأوضح دليل على ما نقول .
إن استرسال الحاكم العربي بعد اليوم في الصمت أو في التواني أو في الركون إلى الوعود الدولية سيشكل تخليا فظا عن الأمانة التي استرعاه الله إياها في حماية الإنسان والعمران .
إن اتفاقية الشراكة المعلنة اليوم كمعبر للقنبلة النووية الإيرانية أو الشيعية التي ستكون فك الكماشة الموازي للقنبلة النووية الإسرائيلية أو اليهودية ؛ تشكل طعنة غائرة وغادرة في صدر الأمن القومي العربي على كل الأبعاد .
ومن ناحية ثالثة . وإزاء المعادلة الإيرانية الصفرية أمام مطالب وتطلعات الشعب السوري العادلة ، وإزاء إصرار إيران وأتباعها حول العالم على كسر إرادة الشعب السوري ، ثم انغماسها الطائفي عسكريا وسياسيا واقتصاديا في جريمة الحرب التي تطحن إنسان سورية وعمرانها ؛ ننظر إلى هذه الشراكة الصفقة بأبعادها الاقتصادية على أنها نافذة إضافية لتمكين إيران من الزج بمزيد من الزيت على نار الحرب التي يديرها مقاتلوها هناك . إن إغماض المجتمع الدولي العين عن التدخل الإيراني والحزبللاوي السافر ضد الشعب السوري لهو أكبر دليل على أن الصفقة مؤامرة ضخمة ضد شعوب المنطقة بشكل عام وهي طعنة في ظهر الثورة السورية بشكل خاص ..
إن الأمر اليوم جد وليس بالهزل يحتاج إلى موقف فصل ، موقف يترفع عن لغة الشجب والإدانة أو الخوف والتخويف . موقف يبادر إليه قادة الأمة في كل أقطارها لتدارك ما فات . لحماية أجيال الأمة وصيانة أمنها القومي الثقافي والحضاري والسياسي والاقتصادي . وموقف آخر يناط بالقيادات السياسية للمعارضة السورية لخط الطريق أمام استراتيجية جديدة تحقق تطلعات الشعب السوري وتكون وفية لدماء الشهداء ..
والوفاء لدماء شهداء الثورة السورية لن تجدوه عند إيران ولا عند شركاء وحلفاء إيران . ولا عند شركاء وحلفاء إيران . ولا عند شركاء وحلفاء إيران. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..