دروس من شهادة الشيخ أحمد ياسين

دروس من شهادة الشيخ أحمد ياسين

دروس من شهادة الشيخ أحمد ياسين (١)
أولا: العمل الإسلامي والحراك المجتمعي

منذ فترة؛ لما بدأت معركة طوفان الأقصى، أعدت على اليوتيوب مشاهدة حلقات برنامج “شاهد على العصر” التي قدمت شهادة الشيخ “أحمد ياسين” رحمه الله والتي سجلها الأستاذ أحمد منصور وبثتها قناة الجزيرة سنة ١٩٩٩م…

مشاهدتها الآن بعد الثورة السورية لفتت نظري إلى عدة أمور مهمة جدا ودروس مستفادة من شهاداته، سأذكر بعض أهم ما نحتاجه في واقعنا بعدة رسائل متتابعة إن شاء الله:

⚠️ أولها حديثه عن بداية الحراك الإسلامي من المساجد واستثمار الملاعب وأندية الشباب للتفاعل معهم… ودور هذا الحراك في نشر الوعي وتجنيد المجتمع بكل أطيافه (رجال ونساء شباب وأطفال) في خدمة القضية.

وكيف كان يعملُ حَمَلَةُ القضية بإمكانات صفرية، ويجتهدون في طريق التربية الذي يعلمون أن قطف ثماره يحتاج صبرا لا عجلة فيه.

🎯 أقول: ولكم قصرنا كأبناء توجه إسلامي من الثوار السوريين في القيام بحراك إسلامي يفعل دور جميع شرائح المجتمع…

إذ ما أحوجنا إلى حراك يشعر فيه الشاب وتشعر فيه الفتاة بالانتماء إلى محضنٍ تربوي توعوي يطورهم ويصنع وعيهم (بما لا تقدمه لهم المنظومة التربوية التعليمية العامة)، وإلى جماعة يعتزون بها ويستثمرون خبراتهم ويفرِّغون طاقاتهم في مشروعها؛ لإنجاحه والدفاع عنه…

فالعمل الفصائلي ضيّق هذا الإطار، ونحن بحاجة لكي نستوعب حتى من لايريد أن يكون مقاتلا عسكريا أو موظفا حكوميا فنجعل له سبيلًا لكي ينتمي للجماعة فعلا وفكرا وقولا، ويفعِّل نفسه في المكان المناسب فيها حسب قدرته وطاقاته… فحراك المجتمع قوة لا يستهان بها في السياسة الداخلية.

 

دروس من شهادة الشيخ أحمد ياسين (٢)

من الأمور التي لفتت نظري مما ذكره الشيخ أحمد ياسين في شهادته على العصر الفقرة التي تحدث فيها عن الصدامات التي كانت تحصل بين الحراك الإسلامي وأتباع السلطة الفلسطينية، فقد كانوا أحيانا يدخلون في صدامات في الشوارع؛ صدامات قد يحصل فيها إطلاق نار أو ضرب بالسكاكين لأجل الخلاف على تعيين رئيس جامعة مثلا!!

ولما سأله المذيع “أحمد منصور” عن المثال مستغربا وضَّح الشيخ بأن تعيين رئيس جامعة ذو توجه إسلامي سينعكس على توجه الجامعة وسيؤثر على الطلاب عموما، وشكل التعاطي معهم والخطة التربوية والتعليمية التي تراعي قيم المسلمين وتعزز أخلاقهم في مقابل من يحاولون إفساد شباب المسلمين وحرفهم عما ارتضاه الله لهم…

كما ذَكر الشيخ أنه بعد اتفاق أوسلو وقدوم السلطة الفلسطينية (فتح) تم تقليص الكثير من نشاطات الحراك الإسلامي، وضعف بعض نشاطه العلني مقارنة بحاله زمن الحكم المباشر للصهاينة على قطاع غزة!!

وهذا يعزز فكرة عِظم وأهمية وخطورة أن تكون لنا كأبناء حراك إسلامي بقعة أرض نتحكم فيها ونديرها بالكامل لنعيش عليها مع أولادنا وفق ما نؤمن به من قيم ومبادئ وأفكار… لا يضارنا فيها أحد ولا يفرض علينا ما لا نريد…

ومهما تكن تلك البقعة صغيرة فهي أفضل من بقعة كبيرة لا نملك عليها كامل السيطرة، ولا نتحكم فيها كامل التحكم ونحتاج أن نتوسل ونتسول هذا وذاك لكي نراعي بعضًا من أوامر ربنا فيما يتم تشريعه وإلزام الناس به!!

هل عرفتم الآن لماذا إدلب وحكومتها وجامعتها هذه الفترة عين العاصفة؟

 

دروس من شهادة الشيخ أحمد ياسين (٣)

من أبرز ما لفت نظري أيضا في شهادة الشيخ أحمد ياسين، تركيزه على فكرة أن أثر غيابه ووجوده بالنسبة لحماس سواء!… ولذلك فإن فترة سجنه وغيابه لم تؤثر على خطة سير حركة حماس، ونموها وتطورها.

والسبب في ذلك يعود إلى أنهم في الحراك الإسلامي في غزة كانوا منذ بداية إنطلاقهم قد ركزوا على:

– تفعيل الشورى بشكل حقيقي،

– وعلى توازع العمل وتفويض المهام فعلا،

– وعلى إيجاد نوّاب للقيادة، بحيث لا يتعطل سير الجماعة فيما لو جرى لأي من قياتها مكروه عطَّله أو أَبعده عن العمل.

 

دروس من شهادة الشيخ أحمد ياسين (٤)

وآخر ما أذكره هنا مما لفت نظري وأثار استغرابي وزاد أسفي وألمي على واقعنا، ومستوى الظلم الذي تعيشه الشعوب العربية والمسلمة ويمارس عليها، هو ماذكره الشيخ أحمد ياسين عن حال السجون الإسرائيلية…

يكفي أن تعلم أنه لما سأله المذيع: كيف كنتم على تواصل مع العالم الخارجي وتتابعون ما يجري؟ أجاب: بأنه كان عندهم راديو وتلفاز في السجن، ولكن الإسرائيليين كانوا يتأخرون عليهم بالصحف والمجلات فتصلهم متأخرة بضعة أيام عن يوم صدورها!!

وفهمكم كفاية لمعرفة ما أرمي إليه بمقارنة هذا مع حال السجون في الدول العربية وما حولها أنظمةً وثوارًا وغير ذلك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

حلقات شهادة #الشيخ_أحمد_ياسين مع #أحمد_منصور في برنامج #شاهد_على_العصر وعددها ٨ حلقات منشورة بالكامل على اليوتيوب لمن أحب مشاهدتها…

 

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *